لأننا نحن ... نعبد الله (أو نسجد) بالروح ونفتخر في المسيح يسوع ولا نتكل على الجسد (في3: 3)
أيها الإخوة، إننا نصنع حسناً إذا نحن امتحنا أنفسنا كعبّاد أو ساجدين لله، وإذا ما سمحنا لنور الكتاب المقدس لكي يكشف أفكار ورغبات قلوبنا، لئلا تكون ذبائح حمدنا غير مقبولة لدى إلهنا وأبينا، ولئلا يقول الرب عنا كما قال عن عُبّاده قديماً « باطلاً يعبدونني » (مر7: 7). ولنتذكر:
أولاً: أن عندنا القوة للعبادة الحقيقية ـ روح الله. إن عبادة الله بالروح ليست هي عبادة تقوم في النطق بعبارات مخصوصة أو تكرار طقوس معينة، فهي ليست شكلية ولا جسدية. إن التعبد للآب يفيض من ذاته في القلب عن تأمل بهيج في المسيح، ذاك الذي تُعلنه الكتب والذي فيه أيضاً يُرَى الآب ويُعرَف. ولا دخل للجسد مُطلقاً في هذا التعبد للآب وللابن، بل الأمر كله لعمل روح الله. ولا يؤدي الروح القدس الشهادة عن المسيح لأرواحنا أكثر مما يفعله في اجتماعنا معاً للسجود والتسبيح، وعندما نقنع بانتظار قيادته.
ثانياً: أن لنا غرض العبادة الروحية ـ المسيح يسوع. إن من الأوجه الجوهرية للسجود المسيحي هو أن الساجد إنما يفرح في المسيح يسوع بعمل الروح القدس الساكن فيه. ففي أوقات السجود المتحد يكون الرب يسوع المسيح حاضراً بشخصه في الوسط رئيساً للاجتماع (عب2: 12). عندئذ لا بد أن نتعبد من أجل أمجاد شخصه الكريم المتنوعة البادية للنفس، ونفتخر بالرب فرحين في ملء محبته. والنعمة والحق اللذان أضاءا في تواضعه لما كان على الأرض يتحدان مع المجد الفائق ـ مجد رفعته الآن في السماء فتخرّ كل نفس عند قدميه متعبدة لذاك الحاضر في وسطنا ليتقبل سجودنا وحمدنا.
ثالثاً: لا ننسى أن فينا عائقاً يعوق عبادتنا بالروح والحق؛ الجسد الذي هو ضد الروح القدس (غل5: 17). إن رائحة الموت النتنة تنبعث من كل ما يصدر من الإنسان الطبيعي. ونحن نعبد « في الروح » وليس « في الجسد » ولا « حسب الجسد » لأن « اهتمام الجسد هو موت » و« اهتمام الجسد هو عداوة لله » (رو8: 6) فكيف إذاً يمكن أن تُقدّم أعمال الجسد إلى الله مع ذبيحة التسبيح.
يا ليت الروح القدس في اجتماعاتنا يكون هو القوة المحركة لها، ويا ليت الرب يسوع المسيح يكون هو محورها وغرضها، ويا ليتنا نتخلى عن كل ثقة في الذات والجسد حتى لا يُعاق قبول سجودنا.
إدوارد دينيت
|