الثلاثاء 28 مايو - أيار - 2002

المحبة الإلهية


لا خوف في المحبة بل المحبة الكاملة تطرح الخوف إلى خارج ... نحن نحبه لأنه هو أحبنا أولا (1يو4: 18،19)

ألا ترى معي يا عزيزي أننا فقراء جداً في إدراك عُمق محبة الله لنا. نعم، كم نحتاج أن ننهل من هذا النبع الذي لا ينضب، بل ونسبَح في هذا اليم الذي لا يُعبَر. كم نحتاج أن نغوص عميقاً لندرك شيئاً عن أعماق هذه المحبة، وكم نحتاج أن نحلِّق عالياً لنرى شيئاً من سموها. إنها محبة المسيح الفائقة المعرفة.

إنها إهانة بالغة لقلبه المُحب وصلاحه غير المحدود أن نخاف على أنفسنا ونحن في طريق خدمته، بل إني أتعجب من هذا الفكر! فكيف أخاف على نفسي وأنا أراها بين يدي هذا المُحب الذي بذل نفسه علىالصليب لأجلها. والآن هو حي في السماء لأجلها. إني أرى نفسي الآن بين يدي هذا الجالس على عرش الله وكل شيء مُخضع تحت قدميه، وأتساءل متعجباً: كيف يمكن أن يخرج شيء ما من تحت قدميه ليؤذي ما بين يديه؟! نعم إن « المحبة الكاملة تطرح الخوف إلى خارج ».

وكلما تعمّقت في إدراك محبته لي، سأحبه أكثر. وكلما أرى من جديد كيف قادته محبته لبذل نفسه لأجلي، سأمضي قدماً في طريق بذل نفسي لأجله، وعندئذ لن يكون هناك خوف من الآلام في طريق الخدمة في مواجهة الصعاب والمشقات.

لقد بدأ اختبار بولس من هذه النقطة البديعة « ابن الله الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي » وكانت النتيجة أن الآلام لم تُخِفْه بل والموت لم يُعِقْه. يقول لإخوته: « إن الروح القدس يشهد في كل مدينة قائلاً إن وثقاً وشدائد تنتظرني، ولكنني لست أحتسب لشيء ولا نفسي ثمينة عندي حتى أتمم بفرح سعيي والخدمة التي أخذتها من الرب يسوع لأشهد ببشارة نعمة الله » (أع20: 23،24).

والرب يا عزيزي رحيمٌ جداً بنا وصالح جداً من جهتنا، والخوف من الآلام التي تأتي من يديه لتجهزنا لخدمته، هو نوع من الشك في صلاحه وأمانته. فهو يعرف جبلتنا ويذكر أننا تراب نحن، لذلك يعرف جيداً طاقة احتمالنا. إنه لا يتركنا نتألم كيفما اتفق، لكن كل شيء عنده بحساب. ثم انظر ما أعظم هذا الذي أعطاه لبولس أثناء الآلام. لقد أعطاه ليس نعمة بل نعمته، ونعمته كانت كافية لتجعل بولس يُسرّ بالآلام وكأنها هدايا جميلة لا بلايا ثقيلة (2كو12: 9، 10).


 

ماهر صموئيل

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS