فلنتقدم به في كل حين لله ذبيحة التسبيح أي ثمر شفاه معترفة باسمه. ولكن لا تنسوا فعل الخير والتوزيع لأنه بذبائح مثل هذه يُسَرّ الله (عب13: 15،16)
إن تجاوبنا مع محبة المسيح الباذلة المضحية هو أن نقدم ـ في سجود قلبي للآب ولمخلصنا ـ ثلاث ذبائح رئيسية يكلمنا عنها الوحي في العهد الجديد:
أولاً: ذبيحة التسبيح: « فلنقدم به في كل حين لله ذبيحة التسبيح، أي ثمر شفاه معترفة باسمه » (عب13: 15). وهذا التسبيح قد يكون حمداً منظوماً ومسموعاً بصوت عالٍ، أو في أذهاننا في فترات التأمل الصامت. وكم يتصاعد عندئذ البخور العطر لينعش قلب الله من قلوبنا المسبّحة له ولابنه المبارك، تعبيراً حقيقياً عن محبتنا المتدفقة له نتيجة عمل المسيح النيابي عنا. وكم يلذ له نشيدنا وترنيمتنا، وكم يسعد قلبه عندما يرانا متجاوبين مع محبته، وكأعضاء في العائلة المفدية نسبح بكل نفوسنا وقلوبنا، في فهم وعن وعي وإدراك « أحبني ... نعم أحبني!! »، متطلعين إلى الوقت السعيد الذي لا ينقطع فيه التسبيح، الذي هو لغة السماء، عندما نجتمع حول الفادي الحبيب هناك عن قريب (رؤ5: 6).
ثانياً: ذبيحة المشاركة؛ مشاركة الآخرين في ما أعطانا الرب. « ولكن لا تنسوا فعل الخير والتوزيع لأنه بذبائح مثل هذه يُسر الله » (عب13: 16). فأن نعطي مما لدينا من الماديات للمحتاجين، فإن هذه ذبيحة ذات طابع عملي مميز، وهي أمر مرتبط بسجودنا للرب لا سيما عندما يكون في الجمع لأجل القديسين يوم الرب، ليشارك مَنْ له مَنْ ليس له. ويقول الرسول بولس « في كل أول أسبوع ليضع كل واحد منكم عنده خازناً ما تيسر » (1كو16: 2) وهذا يربط بين الجمع الجماعي والسجود الجماعي.
ثالثاً: ذبيحة أجسادنا؛ تقديم ذواتنا لله بالتمام على مذبح الطاعة. « فأطلب إليكم أيها الإخوة (برأفات) الله أن تقدموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله عبادتكم العقلية (العاقلة) » (رو12: 1). وهذا يعني ليس فقط أن نُحفظ روحاً ونفساً وجسداً من كل شر وشبه شر، بل يعني هذا الأمر أن نقدم ـ إيجابياً ـ أعضاءنا لعمل الصلاح. عندما كان الرب يسوع هنا بالجسد على الأرض، خدم الناس بجسده، فسار إليهم بقدميه، ولمسهم بيديه، ونظر إليهم بعينيه نظرات ذات معنى، وتكلم إليهم بشفتيه كلمات الروح والحياة. وعندما نخدم سيدنا بهذه الطريقة، فإننا في الواقع نكون قد قدمنا ذواتنا ذبيحة طيبة لله.
آلان كروسبي
|