السبت 18 مايو - أيار - 2002

بيت الله الحقيقي


فلستم إذاً بعد غرباء ونُزلاء بل رعية مع القديسين وأهل بيت الله ... مبنيون معاً مسكناً لله في الروح (أف2: 19ـ22)

يوجد لله الآن بيت على الأرض، يرتبط به إعلان اسمه، مع فارق كبير بين بيت الله في القديم وبيت الله المُعلن عنه في العهد الجديد. فالأول كان مادياً رمزياً، أما الآن فالبيت روحي حقيقي. البيت الروحي هو كنيسة الله الحي، عمود الحق وقاعدته، جماعة المؤمنين (الأحجار الحية) الذين سكن فيهم الروح القدس وجعلهم مسكناً لله في الروح. وشخص المسيح ابن الله الحي هو كالصخرة، أساس هذا البيت (مت16: 18؛ 1كو3: 11)، وهو بانيه (مت16: 18)، وهو حجر زاويته (أف2: 20)، وهو ابن على بيته، أي هو المشرف عليه كالرب والسيد (عب3: 6).

وربما يستوقف أحدنا سؤال هو: ما أهمية وجود بيت ـ مادياً كان أم روحياً ـ لله على الأرض؟ وباختصار أُجيب: إن الشيطان أصبح بعد سقوط الإنسان رئيساً لهذا العالم (يو12: 31)، بل وإلهاً لهذا الدهر (2كو4: 4). لقد أصبحت الأرض مُسلَّمة ليد الشرير، والناس يعبدونه، وقالوا لله ابُعد عنا، وبمعرفة طرقك لا نُسرّ (أي21: 14). وليس دليل على ذلك أقوى من موقف البشر سكان الأرض من الخالق عند مجيئه إلى الأرض، إذ لم يعرفوه ولم يقبلوه (يو1: 10،11). ولم يكن له فيها أين يسند رأسه، بل وفي النهاية قدموا له الصليب وقتلوه. أمام كل هذا الشر وهذه العداوة لن يصمت الله، وقريباً سيعود المسيح وتوضع جميع الأعداء موطئاً لقدميه، ويقهر الشيطان وأعوانه، ويحصر جميع فعلة الشر في مكان واحد هو البحيرة المتقدة بنار وكبريت، ويخلو الكون من الأشرار، ويصبح الله الكل في الكل، في السماء الجديدة والأرض الجديدة. لكن إلى أن يحين هذا، أليس من حق الله أن تكون له بقعة على الأرض تنتسب له وتخضع لسيادته ويمارس - آذار - فيها سلطانه كما يشاء؟

لقد أزاح الشيطان والإنسان اسم الله من كل الأرض، فقصد الله أن يحتفظ بكيان صغير يعلن فيه اسمه كالسيد وصاحب السلطان. وهذا هو دور بيت الله؛ إنه يقدم للعالم نموذجاً ليبيّن كيف تكون العلاقة بين الخالق والمخلوق، كيف يُطاع ويُخدَم ويسود. هذه البقعة أو هذا الكيان يُسمَّى بيت الله، لأن فيه يجد الله راحته.


 

ماهر صموئيل

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS