الثلاثاء 2 إبريل - نيسان - 2002

إله التعويضات


فولدت ابناً ودَعَت اسمه شيثاً، قائلة لأن الله قد وضع لي نسلاً آخر عوضاً عن هابيل (تك4: 25)

قد تقضي قداسة الله أو تسمح حكمته بما يسبب لنا ألماً وحرماناً، إلا أن صلاحه ولطفه يعطياننا تعويضاً وعزاءً. وهاك بعض الأمثلة تؤكد لك هذا:

فها هي حواء بعد أن أُصيبت بخيبة الأمل في قايين، قنعت واكتفت بتقوى هابيل، إلى أن حدثت الفاجعة؛ إذ قُتل هابيل، فحزنت أشد الحزن، وربما أبت أن تتعزى. إلا أن الله أهداها شيثاً الذي أثبتت الأيام تقواه وبره. وعندما ولدته فهمت أنه لفتة كريمة من إله التعويضات، فدَعت اسمه شيثاً قائلة: « لأن الله قد وضع لي نسلاً آخر عوضاً عن هابيل » (تك4: 25). وهكذا يظل اسم شيث شاهداً على مدى الأيام عن تعويضات الله.

وها هي ليئة التي سمحت لها حكمة الله أن تُحرم من أشياء كثيرة، كان آخرها وأخطرها محبة الزوج مما حطم نفسيتها وجعلها تئن في قلبها، لكن إله التعويضات سمع أنينها ورأى مذلتها، فيقول الكتاب: « ورأى الرب أن ليئة مكروهة ففتح رحمها » (تك29: 31). أي، إن كان الله قد سمح لها بإغلاق قلب زوجها، إلا أنه عوضها بفتح رحمها، وتوالى إنجابها للأولاد حتى وصلت للرابع، فإذا بالقلب الذي اعتاد على التوجع والأنين يفيض بالحمد الكثير، فتقول: « هذه المرة أحمد الرب. لذلك دَعت اسمه يهوذا » (تك29: 35). وكانت قمة التعويضات هي أنه من هذا الأخير الذي ولدته جاء المسيح. وهكذا يظل اسم يهوذا أيضاً شاهداً عن حمد القلوب التي غُمرت بتعويضات العزيز القدير.

وعلى العكس من ليئة نجد حنة، فلقد سمح لها الرب بغلق رحمها مما سبب لها هواناً وعاراً وذُلاً شديداً، أنَّت وبَكَت وصلّت بسببه، إلا أنه في كل فترة ألمها لم يحرمها الله من تعويض يضمد جراحها، ففتح لها قلب زوجها ليحبها محبة شديدة، فيقول الكتاب: « وأما حنة فأعطاها نصيب اثنين لأنه كان يحب حنة » (1صم1: 5).

فما أعظم إلهنا وما أطيب قلبه، إن أغلق قلب الزوج فتح الرحم، وإن أغلق الرحم فتح قلب الزوج، لا يترك الكل مُغلقاً بل دائماً يترك لنا منفذاً منه يرسل لنا تعويضاته.

وهكذا تظل ليئة وحنة بقضيتهما شهادة رائعة عن إله التعويضات.


 

ماهر صموئيل

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS