الأربعاء 10 إبريل - نيسان - 2002

نبع لا ينضب ومجرى لا يتوقف


الله الذي هو غني في الرحمة من أجل محبته الكثيرة ... غنى نعمته الفائق باللطف علينا... (أف2: 4-7)

نعمة الله أشبه بمجرى يندفع متغلباً على المقاومات الكثيرة التي تعترض مساره. وإن القوة في تياره تنبئ عن وجود نبع ممتلئ غير محدود، ولو كانت العوائق متعددة، لكن ذلك النبع فيضانه غامر وكافِ للتغلب على هذه العوائق.

ويحق للمؤمن الذي أدركه مجرى النعمة، الذي مُنح على أساسه الحياة من قلب الله المُحب، أن يرفع قلبه إليه قائلاً: « كل ينابيعي فيك »، ويقول متهللاً، ناظراً إلى نفسه وما كان عليه: « حيث كثرت الخطية ازدادت النعمة جدا ».

ومن العوائق التي تعترض نعمة الله، شر الإنسان، مثال ذلك نراه في قايين الذي غضب وقتل أخاه، والابن الأكبر الذي غضب ولم يُرِد أن يدخل.

وفي لوقا14: 15-24 نجد إعداد النعمة لعشاء عظيم، ونرى في المَثَل ثلاث نوعيات من البشر وموقفهم من نعمة الله، وهم:

1 ـ النوع الأول: الذين يفضّلون الأباطيل، مُزدرين بدعوة النعمة، وبذلك حكموا على أنفسهم وهيأوها للهلاك الأبدي، إذ صرَّح صاحب العُرس « ولا واحد من أولئك المدعوين يذوق عشائي ». لم يتوقف تيار النعمة، لكن اتجه إلى

2 ـ النوع الثاني: المساكين والجُدع والعُرج والعُمي ـ إلى البؤساء الذين بلا أيدٍ تعمل، ولا أرجل تمشي، أو عين تبصر، ولكن يا لفيض النعمة التي اتجهت إلى هؤلاء! ويستمر تيار النعمة متدفقاً إلى

3 ـ النوع الثالث: الموجودين « في الطرق والسياجات »، إلى مَنْ قال عنهم رب النعمة « لي خراف أُخر ليست من هذه الحظيرة، ينبغي أن آتي بتلك أيضا ».

نخرج بحقين في منتهى الروعة: طول أناة صاحب العُرس، ونشاط العبد وطاعته، والاستعداد للعمل المستمر. يا ليت هذا يكون في قلب كل خادم لسيده.


 

خليل حزقيال

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS