الثلاثاء 19 فبراير - شباط - 2002

قصد الله من الألم


إن كان يجب تُحزنون يسيراً بتجارب متنوعة (1بط1: 6)

هناك أربعة أهداف تُرينا قصد الله من التجارب والأحزان في حياة المؤمنين:

أولاً: لأجل مجد الله. هذا ما قاله الرب يسوع عن مرض لعازر. لقد تعرضت الأسرة المحبوبة لتجربة طارئة، مُربكة ومُحيرة. وأرسلت الأختان إلى الرب قائلتين: يا سيد هوذا الذي تحبه مريض. فلما سمع يسوع قال هذا المرض ليس للموت بل لأجل مجد الله، ليتمجد ابن الله به (يو11: 3). كانت هذه الأزمة فرصة لاستعراض مجد الله واستعلان صفاته. إننا في الأحوال الاعتيادية بسمع الأذن نسمع عنه، لكننا في الشدائد والتجارب نراه بوضوح ونعرفه بكيفية جديدة ومجيدة. فيسمو ويتعظم في أعيننا أكثر من الماضي، فنثق فيه ونحبه ونتعلق به بعد انتهاء التجربة أكثر مما كنا قبل الدخول فيها.

ثانياً: لكي يخزى العدو. إن الله يسمح بالتجارب للمؤمن في تحدٍ للشيطان. وهذا ما نراه في قصة أيوب. لقد بدأ الرب الحديث مع الشيطان حول أيوب وكماله وتقواه. وحاول الشيطان أن يُثبت أنه لا يوجد مخلوق يحبه ويتقيه مجاناً، وأنه إذا سحب منه عطاياه فإنه حتماً سيجدف عليه في وجهه. وهكذا دخل الله في تحدٍ مع الشيطان، وكان مجال التحدي هو أيوب. وكم كان رائعاً تصرف أيوب إذ لم يُخزِ الرب. لقد سجد أمام الرب خاضعاً، ولم يخطئ ولم ينسب لله جهالة.

ثالثاً: لكي يتغير المؤمن. كان هناك الداء الدفين يكمن في أعماق أيوب. إنها الذات والكبرياء والبر الذاتي. والرب يريد أن ينقي ويعالج ويجمّل عبده. وهذا احتاج إلى كثير من المعاملات والضغطات حتى يتفرغ من ذاته ويصل، في روح متضعة، إلى قناعة تامة أنه في غاية الرداءة فيرفض نفسه في التراب والرماد. إن التجارب تغير المتكبر إلى شخص متضع، والأناني إلى شخص معطاء، والمستقل بذاته إلى شخص متكل ومُصلِّي، والمتهاون إلى شخص يقدِّر قداسة الله ويرتجف من الخطية. وبالإجمال يصبح أكثر مُشابهة مع المسيح.

رابعاً: لكي يُكافأ المؤمن. وهذا سيتم أمام كرسي المسيح. وطوبى للذي يحتمل التجربة لأنه إذا تزكى ينال إكليل الحياة (يع1: 12). وخفة ضيقتنا الوقتية تنشئ لنا أكثر فأكثر ثقل مجد أبدياً (2كو4: 17).


 

محب نصيف

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS