السبت 28 ديسمبر - كانون الأول - 2002

الشركة


تحت ظله اشتهيت أن أجلس (نش2: 3)

رأى موسى « مَنْ لا يُرى » ولذلك تشدد وكان رأيه ثابتاً مستقراً. ونحن عندما ندرك حضور الله، نستخف بفرعون .. ولكن حينما تقل الشركة، فهناك الضعف والتزعزع.

لا توجد قوة إلا في المسيح، ولذلك لن تكون لي قوة في وقت من الأوقات إلا متى كانت نفسي في شركة سرية معه .. والشيطان يوجه هجومه المباشر نحو هذه النقطة ليفصل ما بين نفوسنا والمسيح، ويحول دون تغذيتنا المستمرة بشخصه.

يوجد أمر هام يجب أن نسعى إليه، وهو أن تكون شركتنا مع المسيح بقدر كل التعاليم التي نتمسك ونعلِّم بها، لأنه بدون ذلك لا تكون للتعاليم أية قوة، ولا نكون نحن أنفسنا مع الله فيها.

يستطيع الله ـ متى أراد ـ أن يُقيم أُناساً في غاية النشاط كبولس أو بوانرجس .. ومع ذلك فالشركة هي أثمن شيء عنده. يوجد فرق بين بطرس ويوحنا، ولا شك أن قلب الرب كان يستريح باتكاء يوحنا على صدره.

يجب أن تتعود النفس على التوجه إلى الله بدالة أعظم مما تتوجه به إلى أي شخص سواه. إن الشركة مع القديسين لها قيمتها، ولكن يجب أن تكون لي ـ فوق كل شيء ـ دالة في شركتي الوثيقة مع الله، وحينئذ تتوثق الشركة مع القديسين من شركتي مع الله.

إن الفرح في الرب شركة .. أما بسط حاجتنا لديه فليس شركة. لقد تحادث الله مع إبراهيم « خليله » .. هذه شركة. والشركة مع الله هي مكان راحة القلب.

إذا كنا نعيش في الشركة مع الله، فلا نكون مفتكرين في أنفسنا. فلم يعلم موسى أن وجهه يلمع، بينما كان كل واحد آخر يعلم ذلك، وذلك لأن دائرة نظره كانت بعيدة عن نفسه، وعندما أدار وجهه شطر الأرض، كان ذلك الوجه يحمل نور السماء.

ما من شخص يستطيع أن يكون وثيق القرب منا مثل الله، لأنه فينا، وما أعظمه قرباً!

إن الصليب والإكليل يمشيان معاً جنباً إلى جنب. ولكن أكثر من ذلك، الصليب والشركة يمشيان معاً، فالصليب يمس إرادتي الطبيعية وبذلك يكسر ويزيل أكبر عائق للشركة.


 

داربي

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS