الجمعة 20 ديسمبر - كانون الأول - 2002

ميل القلب


لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم. إن أحب أحد العالم فليست فيه محبة الآب (1يو2: 15)

ما هي العوامل الطاغية الشرسة التي لها سلطان على ميول القلب البشري، فتحوله عن المشغولية المقدسة بالله وبربنا يسوع المسيح؟

العوامل كثيرة؛ بقدر ما في العالم من مناظر، وبقدر ما في القلب البشري من اشتياقات ومن ميول. لذلك هنا أيها الأحباء تجيء أهمية « العين البسيطة » التي لها غرض واحد فقط هو المسيح، جنباً إلى جنب مع سلاح الله الكامل.

أحبائي .. إننا لم نعرف بعد بالكفاية، خداع القلب البشري الطبيعي. لم نعرف بعد بالكفاية نجاسته حسب ميوله الأصلية. وفي نفس الوقت لم نتعلم بعد بالكفاية، كيف نكون قريبين من الرب وفي شركة مقدسة باستمرار معه.

أقول، لم نتعلم كيف نكون قريبين منه، له المجد، ليس في وقت التجربة فقط، بل ينبغي حينما تأتي التجربة، أن تجدنا هناك مع الرب من البداية. لأنه من الواجب علينا أن نلتصق بالرب، ليس لمجرد الحماية من التجارب، بل لأن هذا هو امتيازنا. قلوبنا تمتلئ به بسبب ما هو في ذاته. وهناك فارق كبير بين أن أقترب إلى الرب بسبب ما أنا عليه في ذاتي، وأن أقترب إليه بسبب ما له من جاذبية، وما هو عليه من كمالات حلوة في ذاته.

ليتك تعرف أيها الحبيب أن خداع العالم، الذي يعرف الشيطان ميل قلوبنا إليه بالطبيعة، أقوى من أن نقاومه متى كان المسيح لا يملأ أفق العين البسيطة. وليتك تعرف أيها الحبيب أن ترك رجلك تتقدم خطوة واحدة في مجال شَرَك الخدعة، يجعل التراجع أو محاولة الفكاك من الفخ مستعصياً، لأن الطريق زلقة جداً.

وماذا إذا انفلت الزمام منا؟ ليس أمامنا إلا أن نلجأ إلى مراحم الرب. هو قريب منا، لا يتخلى عنا، لكن طريقه لعلاجنا قد يكون صعباً. وهو لا يخلو من اقتيادنا إلى التذلل والحكم على ذواتنا الذي لم نمارس - آذار - ه منذ البداية. ولنا أيضاً شفاعة يسوع المسيح البار عند الله أبينا. وعلى كل حال كُلفة الرجوع أغلى أضعافاً مما لو لم ننزلق إلى قبضة الفخ، بالسهر والحذر.


 

نبيه إسحاق

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS