الاثنين 4 نوفمبر - تشرين الثاني - 2002

النعمة المعلِّمة


أربعة هي الأصغر في الأرض، ولكنها حكيمة جداً: النمل.. الوبار.. الجراد.. العنكبوت (أم30: 24-28)

هذه الرباعية تُظهر المؤمنين الآن باعتبارهم حكماء، نظراً لارتباطهم بالمسيح الذي صار لنا حكمة من الله. وتتجلى صفة الحكمة هذه في أربع صور مأخوذة من الحشرات والحيوانات الضعيفة:

(1) النمل طائفة غير قوية، ولكنه يعّد طعامه في الصيف: يتميز النمل بالنشاط (أم6: 6)، إذ أنه يعّد طعامه بلا ملل وبلا كلل في الصيف، ويجمعه للاستفادة به في وقت الشتاء. وفي هذا صورة للمؤمنين الآن في قبولهم الكلمة بكل نشاط (أع17: 11) فاحصين الكتب كل يوم هل هذه الأمور هكذا، وأيضاً في اجتماعاتهم معاً حيث يُقدَّم الطعام في حينه.

(2) الوبار طائفة ضعيفة، ولكنها تضع بيوتها في الصخر: الوبار من الحيوانات النجسة بحسب الناموس. وتُظهر علاقة الوبار بالصخر اقتران الذين كان يُقال عنهم قبلاً « نجس ودنس » بالمسيح ـ الصخرة ـ حيث المؤمنون ـ مقاماًـ جالسون الآن معاً في السماويات في المسيح. ومن جهة مخاطر الطريق هم « في محاجئ الصخر في ستر المعاقل ».

(3) الجراد ليس له ملك، ولكنه يخرج كله فرقاً فرقاً: بالرغم من أن ليس للجراد رئيس منظور (ملك) لكنه يخرج فرقاً فرقاً، في وحدة تُظهر قوة تماسكهم معاً، رغماً عن كون عدد أفراد السرب كبير جداً. وهذا يحدثنا عن وحدة جسد المسيح، وترتيب المؤمنين الواضح في القول الواحد والفكر الواحد. ويتجلى هذا التماسك للمؤمنين في اجتماعهم معاً إلى اسم الرب، وقيادته لهم بالروح القدس كأعضاء جسده الكثيرين رغم عدم وجود قائد منظور، ولكن لنا كل الكفاية في الرب يسوع المسيح « الذي هو ... رأس الجسد الكنيسة » (كو1: 15،18).

(4) العنكبوت تُمسك بيديها وهي في قصور الملوك: يشير وجود العنكبوت في قصور الملوك إلى حقيقة وصفة وطابع دعوة الكنيسة « في السماويات ». وهنا نتعلم المركز الحقيقي لكل المؤمنين. فنحن الذين كنا قبلاً مُبغضين مثل العنكبوت، وبعيدين عن الله، أي خارج المنزل، فإن « الله الذي هو غني في الرحمة ... أحيانا مع المسيح ... وأقامنا معه وأجلسنا (معاً) في السماويات في المسيح يسوع » (أف2: 4-6). هذا هو مكاننا في قصور الملوك.

إذاً هذه الرباعية تُظهر لنا على التوالي: طعام الكنيسة ... ثم قوتها وأمانها.. ثم وحدتها وقيادتها ... وأخيراً مقامها.


 

فايز فؤاد

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS