الجمعة 15 نوفمبر - تشرين الثاني - 2002

عمال الله الماهرون


لأن هذا لي إناء مختار ليحمل اسمي أمام أمم وملوك وبني إسرائيل (أع9: 15)

الدعوة الإلهية هي دائماً دعوة واضحة، وينطبق هذا القول على كل مَنْ يدعوهم الله، وفضلاً عن ذلك هناك هدف من كل دعوة، وهذا الهدف يكون دائماً محدداً وواضح المعالم، وأقصد بذلك أن الله حين يستأمننا على خدمة، فإنه يفعل ذلك ليس فقط لكي يشغلنا بخدمته، لكن لكي ينجز بواسطة كل واحد فينا جزءاً محدداً من العمل الكبير.

وحيث أن الله لا يدعو كل عبيده للقيام بأعمال متشابهة، فهو أيضاً لا يستخدم نفس الوسائل الواحدة لإعدادهم للقيام بهذه الأعمال، وكثيراً ما يضيف إلى ذلك أيضاً قسطاً من الامتحانات والآلام بقصد بلوغ هذه الغاية. ليس في فكر الله أن نشترك في خدمة عامة وشائعة، بل بالحري أن نقوم بخدمة محددة لأجل خير شعبه في ساعة معينة. وبالنسبة للخادم نفسه فإن مثل هذه الخدمة يجب أن تكون خدمته هو بنوع خاص، وهي خدمة شخصية لأنه قد تسلمها من الله، ولا يمكن الهروب منها أو التخلي عنها لأنها ترتبط ارتباطاً مباشراً بقصد الله الذي يجب أن يتحقق.

لقد دُعي بطرس ليتبع الرب بينما كان يلقي شبكة في البحر، وكان بولس يشتغل صانع خيام عندما قال الرب عنه « هذا لي إناء مختار »، وحين تلقى يوحنا الدعوة كان في ظروف مختلفة. لقد كان يوحنا ـ نظير بطرس ـ صياداً للسمك، لكنه حين دُعي لم يكن يصطاد، بل كان على الشاطئ، ويُخبرنا البشير أنه كان هو وأخوه يُصلحان شباكهما. وحين تريد أن تصلح شيئاً فإنك تريد أن تُرجعه إلى حالته الأصلية، لقد أصاب العطب بعض أجزائه، ولذلك فإنك تعمل على إصلاحه ورده إلى حالته الأولى ـ وكانت هذه خدمة يوحنا، كان عمله أن يُعيد المؤمنين إلى سابق عهدهم مع الله.

وبينما نتطلع إلى هؤلاء الرجال الثلاثة سنجد أن كلا منهم قد استؤمن للقيام بجانب معين من الخدمة تتناسب مع طبيعة عمله الذي كان يعمله عندما دعاه الله لخدمته. كانت خدمة بطرس أن يضم نفوساً إلى المسيح، أما بولس باعتباره بنَّاء حكيم، كان عليه أن يبني بحسب الرؤيا السماوية التي أُعلنت له، وعندما بدأ الضعف يصيب الكنيسة، ظهرت الحاجة لخدمة يوحنا ليؤكد أن هدف الله الأصلي من نحو كنيسته لن يتعطل، وأن الله لن يتراجع عن تحقيق مقاصده، والكنيسة تحتاج لكل هذه الخدمات المكمّلة لبعضها.


 

واتشمان ني

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS