ثم صعد من هناك إلى بيت إيل... إذا بصبيان صغار خرجوا من المدينة وسخروا منه وقالوا له اصعد يا أقرع. اصعد يا أقرع (2مل2: 23)
ونحن نقرأ قصة أليشع، لنتذكر أن الغرض من خدمته كان لتقديم نعمة الله لشعب مُذنب، لذلك نشاهد في كل الآيات التي عملها ـ عدا ثلاث آيات منها ـ أنها كانت مظهراً واضحاً لنعمة الله.
أما الآيات الثلاث المُستثناه فهي: لعنته للصبية الذين سخروا منه، وضربه جيحزي بالبرص، وأخيراً الحكم بالموت على الجندي الذي كان الملك يستند على يده. وفي كل حالة من هذه الحالات الثلاث نرى أن العلة كانت احتقار النعمة التي أُرسل أليشع ليشهد لها. وعليه فبينما نرى آيات كثيرة فعلها أليشع لإظهار نعمة الله المُطلقة، نرى في الوقت عينه دينونة الله على الذين رفضوا هذه النعمة.
في بداية خدمة أليشع استحضر نعمة الله وبركته في مكان اللعنة: أريحا، وها هو الآن يواجه أولئك الذين احتقروا النعمة، وسخروا من الآنية التي كانت مُستخدمة لإظهار هذه النعمة، فالتقى به صبيان صغار وسخروا منه، وفي سخريتهم كانوا يقولون له « اصعد يا أقرع. اصعد يا أقرع ».
إن صبيان بيت إيل يمثلون أولئك الساخرين أو المُلحدين. فهم يحتقرون كلمة الله ويرذلونها، يسخرون من فكرة الصعود. وكأنهم يقولون « أين هو موعد مجيئه؟ » (2بط3). فقد اتخذوا من سر الله الذي أُعلن للخلاص والمجد، لعنة وهزلاً؛ وشهّروا بابن الله جهاراً إذ يقولون لأليشع « اصعد يا أقرع. اصعد يا أقرع » وكأنهم بذلك يستخفون ويهزأون من فكرة أن إيليا قد صعد. وهنا تقع عليهم اللعنة، وتخرج دبتان من الوعر لتفترس منهم اثنين وأربعين ولداً. وكل ذلك تبرير ومدافعة عن الحق الإلهي ضد المتقولين الساخرين.
في بيت إيل ـ بيت الله ـ وجد الساخرون. وألا نرى أمثال هؤلاء في يوم النعمة؟ ألا نرى الجهل، وعدم الإيمان، والسخرية في الدوائر الدينية، في البيت الكبير؟ إن هذه بلا شك هي إحدى علامات الأيام الأخيرة « عالمين هذا أولاً أنه سيأتي في آخر الأيام قوم مستهزئون » (2بط3: 3) وما مصير هؤلاء إلا الدينونة والقضاء!
مَنْ أُهينَ سَيَجي
| |
عنْ قريبٍ للجَزا
|
فتأَنّوا تبلُغُوا الـ
| |
ـمجدَ مَعهُ والمُنى
|
هاملتون سميث
|