فلما رأت ملكة سبا كل حكمة سليمان والبيت الذي بناه وطعام مائدته ومجلس عبيده وموقف خدامه وملابسهم وسقاته ومحرقاته .. لم يبق فيها روح بعد (1مل10: 4،5)
إذا كانت حكمة ومجد سليمان قد بهرا ملكة سبا حتى أنه لم يبق فيها روح بعد، فما هو تقديرنا نحن لمجد المسيح بالارتباط مع بيته الروحي؟ تُرينا رسالة كورنثوس الأولى حكمة الله العظيمة بالارتباط مع النظام والترتيب في بيته.
فطعام مائدة سليمان الذي كان يشتمل على عدد عظيم من الحيوانات الطاهرة، ما هو إلا صورة باهتة إلى المسيح المبذول من أجلنا « لأني لم أعزم أن أعرف شيئاً بينكم إلا يسوع المسيح وإياه مصلوبا » وأيضاً « لأن فصحنا أيضاً المسيح قد ذُبح لأجلنا » (1كو2: 2،5: 7).
ومجلس عبيده يذكّرنا كيف رتب الله لكل مؤمن مكانه الخاص به في الخضوع للمسيح الرأس « وأما أنتم فجسد المسيح وأعضاؤه أفراداً، فوضع الله أُناساً في الكنيسة أولاً رسلاً ثانياً أنبياء وثالثاً معلمين ثم قوات، وبعد ذلك مواهب شفاء أعواناً تدابير وأنواع ألسنة (1كو12: 27،28).
وموقف خدامه هو ترتيب الخدمة بين خدام المسيح حسب الموهبة المُعطاة لكل واحد ترتيباً إلهياً كما هو وارد في 1كورنثوس14.
وملابسهم تتكلم عن المسيح الذي هو رداء البر لكل مؤمن « ومنه أنتم بالمسيح يسوع الذي صار لنا حكمة من الله وبراً وقداسة وفداء » (1كو1: 30).
وسُقاته هم أولئك الذين يقدمون كئوس الفرح في يد الملك، وفي هذا صورة جميلة للسجود كما نراه في عشاء الرب إذ نتذكر موت الرب من أجلنا في الخبز والكأس (1كو11: 23ـ26).
وأخيراً محرقاته التي كان يصعدها في بيت الرب. هذه الفقرة جاءت أيضاً في حاشية الكتاب المشوهد وفي الترجمات الأخرى هكذا « مصعده أو دَرَجَهُ الذي كان يصعد به إلى بيت الرب » وفي هذا نرى صورة جميلة لاختطاف الكنيسة لتكون مع المسيح ولتتمتع بالأفراح الأبدية في بيت الآب (1كو15: 51ـ57).
فإذا كانت ملكة سبا قد اندهشت بمجد سليمان قديماً حتى أنه لم يبق فيها روح بعد فما أحرانا الآن لأن تُسبى قلوبنا حباً وتقديراً لحكمة ومجد ربنا يسوع المسيح بالعلاقة مع الكنيسة: بيته الروحي.
كاتب غير معروف
|