الجمعة 21 سبتمبر - أيلول - 2001

النعمة والإيمان


فقالت أنا راعوث أمتك. فابسط ذيل ثوبك على أمتك لأنك وليّ. فقال (بوعز) .. يا بنتي لا تخافي. كل ما تقولين أفعل لكِ (را 3: 9،11)

نرى طريق الإيمان في راعوث كما نرى طريق النعمة في بوعز. فالنعمة تشجع النفس، وتوحي إليها بالثقة، ثم تتجاوب معها، ثم هي تجازي أيضاً تلك الثقة التي أنبتتها. تلك هي خاصية النعمة التي نراها في كل الكتاب. فالروح القدس يبكت الخاطئ ويقوده إلى الاعتراف أمام الله العادل القدوس بأنه خاطئ. ثم يسير ذلك الخاطئ على هُدى هذه الثقة التي أحياها الروح القدس في قلبه، فيثق في صلاح هذا الإله القدوس البار. فلو أن عيني هذا الخاطئ تثبتتا على خطاياه فقط، لفر من أمام الله إلى أبعد ما يستطيع، إذ أنه لن يرى سوى أن الله أقدس من أن ينظر إلى خطاياه، وأنه ليس عنده لهذه الخطايا سوى دينونة أبدية.

ونحن نرى عمل النعمة هذا أيضاً في معاملات الرب مع خاصته. فمثلاً عندما دعى الرب موسى وجدعون وإرميا إلى خدمته، وجد قلوباً خائفة مرتعدة مع إيمان قليل (خر3، 4؛ قض6؛ إر1) ومع ذلك ففي نعمته أعدّهم للبركة التي قصد أن يعطيها لهم. والأصحاح الرابع من إنجيل يوحنا يلمع بخاصية النعمة هذه، إذ يكشف الرب صلاحه وصلاح الله كالمعطي للسامرية حتى يولّد الثقة في قلبها، ويجعلها تأتي إليه بخطاياها.

ونرى ذات هذه النعمة في بوعز، فقد كان وقوراً وصالحاً بصورة لها جاذبيتها وهو يشجعها في ص2. وها هو الآن على أتم استعداد لأن يملأ كل رغبة قد أيقظها في داخلها بالثقة التي زرعها في قلبها من نحوه. فهو لا يأتي بها إلى هذه الدرجة من الثقة ثم يخذلها في هذا الموقف.

إن راعوث بحسب مولدها كانت من هؤلاء الذين هم بلا مسيح أجنبيين عن رعوية إسرائيل، وغرباء عن عهود الموعد، لا رجاء لهم وبلا إله في العالم (أف2: 12)، ولكنها الآن قد رجعت إلى الرب، إله شعب الله، وقد علم بوعز أنها الآن قد صارت تنتسب إلى هذا الشعب، فبالتالي قد ارتبطت بيهوه وصارت منتسبة إليه. وهكذا صار لها الحق في كل بركاته، تلك الحقائق التي أعطاها هو لشعبه في نعمته المطلقة.


 

هايكوب

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS