السبت 18 أغسطس - آب - 2001

زيارة المجوس


أين هو المولود ملك اليهود؟ فإننا رأينا نجمه في المشرق وأتينا لنسجد له (مت2:2)

لقد جاء هؤلاء المجوس من الشرق المشهور بالحكمة (1مل4: 30)، فهؤلاء الرجال كانوا حكماء حقاً عندما أداروا ظهورهم لمكان الحكمة الإنسانية ووصلوا إلى مكان السيد حيث انحنوا أمامه وسجدوا له، ذاك المكتوب عنه أنه الحكمة بعينها (أم8؛ 1كو1: 24). ولقد كانوا حكماء حقاً لأنهم عملوا بناء على ما رأوا. إنهم رأوا نجمه في المشرق، وساروا وتحملوا مشاق السفر ليروا وليسجدوا للمسيح، هذا في الوقت الذي لا ترغب الجموع أن تأتي إليه بدون تحمل مشاق السفر، حيث الكلمة قريبة من الفم.

لقد كانوا حكماء حقاً لأن إيمانهم كان عظيماً، فهم لم يسألوا مَتىَ؟ لكن أين هو المولود ملك اليهود؟ ولقد كانوا حكماء فعلاً لأنهم استطاعوا أن يميزوا في الصبي أنه ملك اليهود، وهذا بكل تأكيد يتطلب إيمان عظيم، لأنه من الناحية العملية هم نظروا مجرد صبي صغير في منزل متواضع بين أفقر الطبقات. لم تكن هناك علامات عظيمة ظاهرة، لكن أمام هذا الصبي في البيت المتواضع خرّوا وسجدوا له على اعتبار أنه الملك.

لقد كانوا حكماء حقاً لأنهم لم يسجدوا للعائلة المقدسة كلها، بل « خرّوا وسجدوا له ». ثم فتحوا له كنوزهم، وقدموا له هداياهم. ولقد كانوا حكماء حقاً لأنهم جاءوا لا ليأخذوا ولكن لكي يعطوا. ويا للحكمة أيضاً في انتقاء هذه الهدايا، فقد قدموا الذهب واللبان والمرّ. ويكلمنا الذهب عن مجده الإلهي، ويكلمنا اللبان عن كماله الإنساني، ويكلمنا المرّ عن ألمه الكفاري.

لقد كانوا حكماء لأنهم ميزوا نجمه. فلم يقولوا رأينا مجرد نجم، ولكن رأينا نجمه. وهذا ما يقوله الرسول يوحنا أيضاً « رأينا مجده مجدا » وهذا يذكرنا بإتمام النبوة التي نطق بها بلعام « يبرز كوكب من يعقوب، ويقوم قضيب من إسرائيل » (عد24: 17).

وأخيراً ظهرت حكمتهم في أنهم انصرفوا في طريق أخرى إلى بلادهم، وهكذا نحن بعد أن تقابلنا مع المسيح يجب أن نذهب في طريق آخر يختلف كل الاختلاف عن طريقنا السابق.


 

رشاد فكري

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS