السبت 11 أغسطس - آب - 2001

جنته


ليأتِ حبيبي إلى جنته... قد دخلتي جنتي (نش4: 16؛ 5: 1)

نلاحظ أن العريس يتحدث دائماً عن الجنة بالقول « جنتي »، كما أن العروس يلذ لها أن تكون ملكا له وتصف نفسها بأنها « جنته ». يقول العريس: « استيقظي يا ريح الشمال.. . هبي على جنتي »، و العروس تجاوب بالقول « ليأت حبيبي إلى جنته ». والتطبيق واضح وبسيط، وهو أن الرب يريد أن تكون قلوبنا له « يا ابني أعطني قلبك » (أم23: 26). ويحرّضنا الرسول بطرس قائلاً « قدّسوا الرب الإله في قلوبكم » (1بط3: 15)، والرسول بولس يصلي لكي « يحلّ المسيح بالإيمان في قلوبكم » (أف3: 17).

إن الرب لا يطلب أوقاتنا وعقولنا وما بين أيدينا وخدمتنا له فقط، ولكنه يطلب أولاً، وفوق كل شيء، أن تكون قلوبنا له. إننا إذا أعطينا كل أموالنا للفقراء وإن سلمنا أجسادنا حتى تحترق وليس لنا محبة، فإننا لا ننتفع شيئا. إن الرب بعد كل هذا يظل مطالباً « أعطني قلبك »، لأنه « إن أعطى الإنسان كل ثروة بيته بدل المحبة تحتقر احتقارا » (نش8: 7). فبالرغم من كل المميزات التي كانت للمؤمنين في أفسس، فإن الرب وجّه لهم هذه العبارة المؤسفة « تركت محبتك الأولى »، وذلك لأن قلوبهم لم تعد جنة للرب. وكما قال أحد رجال الله: قد تهتم الزوجة بالبيت وتنجز كل واجباتها والمهام الملقاة على عاتقها دون أي تقصير يمكن أن يلومها عليه الزوج، ولكن هل كل هذا يرضي الزوج إذا شعر أن محبتها له قد ضعفت بالرغم من أن محبته لها لم تتغير؟

إذاً، فالرب يطلب القلب الموحَّد له قبل كل شيء. إن الجنة يجب أن تكون جنته هو فقط. وإذا كان الرب يطالب بأن تكون قلوبنا جنته الخاصة التي يجد فيها مسرته، فإنه يجب أن تكون لقلوبنا صفات الجنة التي بحسب فكره.

جُد وكرسني لك خصصني خادماً أُجري رضاك
كلَ برهةٍ، كلَ لحظةٍ دائماً أمشي معك


 

هاملتون سميث

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS