الخميس 19 يوليو - تموز - 2001

عاموس النبي


أقوال عاموس الذي كان بين الرعاة من تقوع (عا1:1)

كان عاموس راعياً في « تقوع »، وهي قرية يرد ذكرها كثيراً في الكتاب، تربض على الجانب الجبلي من يهوذا، وقد اتسم رجال تقوع بالغيرة للرب. وهناك واصل عاموس عملة المتضع حتى قال له الرب « اذهب تنبأ لشعبي إسرائيل » (عا14:7،15). وكان في هذا ما يكفي عاموس. فلم يكن معانداً للصوت الذي من السماء، بل وسرعان ما ترك وراء ظهره مراعي البرية؛ وأعطى ظهره لموطن مولده، حتى نراه يعلن كلمة الرب في قلب عاصمة المملكة الشمالية.

لم يكن لدى عاموس فكرة أن يصير نبياً، أو أن يُعترف به كنبي، كما يفعل البعض الذين يختارون الخدمة كمهنة يحترفونها. قد كان في إمكانه - بلا ريب - أن يظل قانعاً بمواصلة عمله المتواضع كزارع صغير بقية عمره، لو أن هذا كان فكر الله من نحوه. على أنه وهو يتتبع القطيع كان وكأنه يناجي الرب. وفيما هو يجني الجميز من أطراف البرية، كان يفكر في نتائج علاقة النفس بالله وأهمية السير في طرقه. وبينما هو يرعى قطعان الغنم كان يتلقى أعجب الدروس عن محبة الخالق الأمين وعنايته. وإذ جاء « ملء الزمان » بالنسبة له، أوقد الله الشعلة فالتهبت. وإذا بالراعي المتواضع بطلاً مغواراً، نبياً يدفعه روح الله، ليس لقومه فقط بل لإسرائيل جميعاً ومن يحيط بهم من أمم.

ولا نقرأ عن تردد عدم الإيمان، ولا معارضة لقول الله، ولا مساومة أو مناقشة بالنسبة لموارد المعيشة الزمنية، كلا، ولا نلمس قلق الجسد أو الرغبة في أخذ مكان الجبهة الأمامية لتلتفت إليه الأنظار كنبي أو حكيم. بل تاريخه، على مداه، هو تاريخ إنسان الله، بسيط متواضع، ينتظر أو يركض في الوقت الذي يراه سيده مناسباً. وكم في هذا جميعه من الدروس لنا اليوم! فما أكثر الخدام الذين صفوا أنفسهم خادمين، وحياتهم الداخلية على تناقض محزن مع دعوى الخدمة. وما أكثرهم أيضاً أولئك الذين يصرون على أن يشغلوا مكان الخادم لله، ممن لم يصرفوا قط زمناً في مدرسته يتعلمون طرقه كما فعل عاموس. ومن هنا صارت أقوالهم خواء فاشلة إلى أقصى حدود الفشل، الأمر الذي نتوقعه صادراً من أناس لم يرسلهم الرب. ولكن الأمر على النقيض من هذا مع عاموس.


 

هنري أيرنسايد

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS