إذ آمنتم خُتمتم بروح الموعد القدوس الذي هو عربون ميراثنا لفداء المقتنى (أف1: 13،14)
يعلن الكتاب بوضوح أن الإيمان بالمسيح يؤدي مباشرة إلى سُكنى الروح القدس (1كو12: 2؛ رو8: 9،15). والله، بالروح القدس، يحيا ويعمل في كل مؤمن.
قد وعد الرب تلاميذه قبل أن يتركهم بأنه سيرسل لهم معزياً آخر ليمكث معهم إلى الأبد (يو14: 16، 26، 15: 26، 16: 7). ويجب أن نوضح أمرين: « معزي ». الكلمة هنا تعني حرفياً (شخص يذهب إلى آخر لإعانته). و« آخر » هذه الكلمة تعني (آخر من نفس النوع) وليس مختلفاً.
عندما كان الرب يسوع بجانب تلاميذه، كان يعينهم وهو يَعِد هنا أن الروح القدس سيقوم بنفس العمل لنا اليوم. الروح القدس هو العامل في الولادة الثانية (يو3: 5-8)، وسُكناه في كل مؤمن يختم المؤمن لله. وهكذا فإن كل مؤمن يحمل علامة إفرازه لله، كما يؤكد الختم الملكي على وثيقة ما أنها وثيقة الملك. وينشئ الروح القدس داخل كل مؤمن الإحساس بأنه ابن لله، فيمكننا في تمام فرح العلاقة العائلية أن نهتف « يا أبا الآب » (رو8: 14-16). وبينما يُعلن الروح القدس، المسيح للمؤمن (يو16: 13،14)، فهو يفتح له كل كنوز الله المذخرة لنا في المسيح، وهى ليست الآن لكن في الأبدية أيضاً. فالروح القدس هو عربون ميراثنا (2كو1: 22؛ 5: 5؛ أف1: 14).
يتجه الكثيرون منا لله في أوقات الأزمات العصيبة، لكننا لا نقدر أن نعبِّر عن عُمق احتياجنا، فيقوم الروح القدس بتقديم الاحتياجات لله شافعاً فينا (رو8: 27). ويجب أن يكون عمل الروح القدس ظاهراً في كل مؤمن (غل5: 22،23). لقد ظهر ثمر الروح - المحبة، والفرح، والسلام، طول الأناة، اللطف، الصلاح، الإيمان، الوداعة، والتعفف - ظهرت كاملة في المسيح. هل الله يعمل فيَّ بالروح القدس ليجعلني أكثر شبهاً بالمسيح؟ يا له من سؤال! لا نجد أبداً الكتاب يتكلم عن الملء بالروح كبركة ثانية، لكن الملء بالروح هو من خصائص السلوك المسيحي (أع2: 4؛ 4: 8؛ 31، 13: 9؛ أف5: 18). إذا كان لدينا وعاء ممتلئ إلى نصفه بالحجارة، فعلينا أن نفرغه منها أولاً إن كنا نريد أن نملأه تماماً بالماء.
كم نحتاج إلى مزيد من الحرص لأنه بالكلام الرديء والمرارة والخبث، نحن نُعيق ونُحزن الروح القدس (أف4: 29-31)، وقد نُطفئ الروح أيضاً (1تس5: 19).
عن الإنجليزية
|