أختي العروس جنة مغلقة، عين مقفلة، ينبوع مختوم. (نش4: 12)
إذ نقرأ هذا الوصف الجميل لجنة الرب فإننا نلاحظ خمس صفات ظاهرة تمثل ما ينبغي أن تكون عليه قلوبنا بالنسبة له؛ فالجنة هي:
1- جنة مغلقة: إذا أردنا أن يكون القلب جنة يجد الرب فيه مسرته، فيجب أن يكون جنة مغلقة. وهذا يعني قلباً منفصلاً عن العالم، محفوظاً من الشرير، مقدساً (مخصصاً) للرب.
2- جنة ريـا: إن القلب المكرس للرب به نبع داخلي للأفراح والانتعاش. إنه جنة بها عين أي نبع لا تـنقطع مياهه، وينبوع تصعد مياهه إلى أعلى، إلى مصدرها. إن العالم يستمد فرحه من الظروف المحيطة به، ولذلك ففرحه مؤقت وزائل، أما المؤمن فعنده ينبوع داخلي من الفرح؛ قوة الروح القدس العامل في إنسان القلب الداخلي.
3- جنة مثمرة: إن العين والينبوع يجعلان جنة الرب تثمر: « فردوس رمان مع أثمار نفيسة ». إننا إذا لم نحزن الروح القدس في قلوبنا، فإنه سينشئ فينا « ثمر الروح »؛ وما ثمر الروح النفيس هذا إلا إظهار الروح القدس لبعض من صفات المسيح في المؤمن.
4- جنة لها رائحة طيبة: إنها ليست جنة مثمرة فقط، ولكنها مليئة بالأطياب ذات الرائحة الذكية العطرة، والتي تتكلم عن السجود الذي غرضه المسيح. ليست الفكرة في السجود أن نأخذ بركات من عند الرب، بل الفكر هنا هو تقديم تعبد قلوبنا للمسيح. ونحن اليوم إذا أردنا أن تكون قلوبنا جنة للرب، فيجب علينا أن لا ننسى أن الرب لا ينتظر منا ثمر الروح النفيس الذي به نظهر بعضاً من صفات المسيح فقط، ولكن ينتظر منا أيضاً روح السجود الذي يصعد نحوه كرائحة طيبة.
5- جنة منعشة: أخيراً فان الرب يريد أن تكون جنته مصدر إنعاش للعالم حولها. جنة يجري منها « أنهار ماء حي ». وهكذا فإن المؤمن يجب أن يكون مصدر بركة للعالم المجدب من حوله، وذلك لأن الروح القدس ساكن فيه، وكما قال الرب « من آمن بي... تجري من بطنه أنهار ماء حي » (يو38:7،39).
هاملتون سميث
|