الأحد 22 إبريل - نيسان - 2001

الضربات الشافية


تأديب سلامنا عليه وبحبره شفينا (أش5:53)
الذي بجلدته شُفيتم (1بط 24:2)

الضرب! يا للعجب! إن الضرب لظهر الجهال كما يعلمنا الحكيم (أم29:19)، وناموس موسى قضى بأن يحكم القضاة على مذنب مستوجب الضرب بطرحه وجلده على ألا تزيد جلداته على الأربعين (تث1:25-3).

أما الرب يسوع فقد كان أمام الناس وأمام الله بلا خطية وبلا ذنب، قال عنه الحاكم الروماني « لم أجد في هذا الإنسان علة » (لو14:23)، والآب من السماء أعلن أنه وجد مسرته في ابنه الحبيب. ومع ذلك، عن هذا الكامل الذي بلا عيب وبلا خطية نقرأ القول « بحبره (بجلداته) شفينا ».

إن الإهانات واللكمات والجلدات الصادرة عن أناس قساة شرسين للرب، لم تكن هي الضربات التي بها شفينا. إن المتألم القدوس وقعت عليه ضربات من يد الله كما من يد الناس « لأن الذي ضربته أنت هم طردوه » (مز 26:69). يشير « الضرب » في الكتاب المقدس إلى توقيع دينونة إلهية. وياله من أمر عجيب ومدهش أن ينصّب الغضب الإلهي على الرب يسوع، وأن يتم لنا بضربه الشفاء!! إن طرق نعمة الله ليست كطرقنا - فالعبد الذي يعلم إرادة سيده ولا يستعد ولا يفعل بحسب إرادته فبالعدل يُضرَب كثيراً (لو47:12) - أما ربنا يسوع الذي علم ما هي إرادة الله، وأطاع تلك المشيئة إلى النهاية، فبالنعمة تحمل في نفسه ضربات غضب الله، وبضربته شفينا.

يا لظلمة الجلجثة! ظلمة موحشة في رابعة النهار. إن عين الإيمان تخترق تلك الظلمة الكثيفة التي غطت الأرض من الساعة السادسة حتى الساعة التاسعة، وبالكاد تستطيع أن ترى تلك الضربات الشديدة المبرحة غير المنظورة والفائقة الإدراك.

إن عصا التأديب النازلة على « شخص آخر » هي التي استطاعت أن تأتي لنا بالشفاء؛ فبدون الصليب وضرباته ما كان يمكن أن يكون هناك بلسم من جلعاد للمجروحين. إنه عندما قُطعت شجرة اللعنة، شجرة الجلجثة، وطُرحت في مياه ماره، حينئذ فقط صارت المياه عذبة وصالحة لإطفاء عطش الخطاة التائبين، وإنعاش قلوب القديسين المثقلين.


 

و. ج. هوكنج

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS