الاثنين 2 إبريل - نيسان - 2001

ازرع لكي تحصد


الذاهب ذهاباً بالبكاء حاملاً مبذر الزرع، مجيئاً يجيء بالترنم حاملاً حزمه (مز126: 6)

في الأيام الأخيرة من شهر أكتوبر - تشرين الأول - يظهر الخريف ، وهو وقت الحصاد الذي فيه نجمع نتائج عملنا.

مَنْ الذي في الربيع كان يفكر في الخريف؟ مَنْ كان يفكر في الزهور التي لا بد أن تذبل وتختفي في الوقت الذي فيه كل شيء ينمو حولنا ويتطور في قوة وفرح التجديد؟ بكل تأكيد ليس الذين يعيشون حياة سهلة وخفيفة ولا يفكرون سوى في أن يكون لهم وقت طيب. إن الفلاح الذي في الربيع حرث الأرض وبذر وزرع، يعلم جيداً أنه لكي يحصد في الخريف لا مجال لإضاعة الوقت. والذي لم يعتنِ جيداً بأرضه، بدلاً من أن يجني ثماراً بوفرة، لن يجد سوى خليطاً من الأعشاب الضارة (أم24: 30- 34).

إن الربيع هو فصل الشباب المملوء قوة ونشاطاً عند دخوله إلى الحياة، ولكن سيأتي يوم يحل فيه خريفهم. ألا نعترف أننا قلما نفكر في هذا؟ نقول ما زالت أمامنا سنوات طويلة لنعيشها، والوقت للعمل والبذر ما زال أمامنا! هل سمعت زارعاً يتكلم هكذا؟ ألا يستثمر كل يوم من هذه الأيام التي تمرّ بسرعة؟

لننتهز الفرصة، إن هذا الكلام موجه لجميع المؤمنين. ألا نريد أن نرجع إلى بيتنا يوماً بالترنم (مز126: 5)؟ أم أننا سنكون من الذين سيقول لهم السيد: « أيها العبد الشرير والكسلان » (مت25: 26)؟ هل سوف لا يجد عندنا سوى أوراقاً؟

إنه أمر رهيب إن كنا لا نخلص إلا « كما بنار « ، ولا أحد منا يريد أن يقضي فترة وجوده هنا على الأرض بلا ثمر لذاك الذي أحبنا كثيراً. لذلك لنشرع من الآن في نشر البذار الصالحة حولنا ولنتخلَّ عن بعض التمتعات العابرة. قد تقول لنفسك سوف أعمل أعمالاً عظيمة للرب. إنه أمر حسن جداً، ولكن انظر حولك. إن كل ما هو كبير يتكون من أشياء صغيرة. كُن « أميناً في القليل ». إن الحياة مكونة في أغلب الأحيان من تفاصيل ضئيلة في ظاهرها. والبذار لا تكون أبداً ضخمة.

لنشجع بعضنا بعضاً بالصلاة لكي نتزوّد ببذار صالحة من كلمة الله وننشرها حولنا. وبذلك نتبع أثار « الزارع » الذي أتى بنا إليه، وسوف نجني في يوم الحصاد ثمراً للأبدية.


 

جورج أندريه

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS