وأما شركتنا نحن فهى مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح، ونكتب إليكم هذا لكي يكون فرحكم كاملا (1يو1: 3)
هذه الأمور العظيمة قد أُعلنت لنا لكي نعرف الله في الروح ونتمتع بالشركة مع الآب ومع الابن. وهذه الشركة هى لأولاد الله ليس فقط لكي يعرفوها أو يدخلوا إلى رحابها مجرد دخول، بل لكي يتمتعوا بها كامل التمتع حتى في اليوم الشرير.
إن كل شيء أُعلن لنا قُصد به أن يتهاطل بفيض مستديم من البركة على قلوبنا. فالولادة الثانية ونوال الغفران بواسطة المسيح وعمله، هى دون سواها الخطوة الأولى الصحيحة، لأننا في هذا نعرف الله بالروح موقظاً للضمير. ولكن وقوفنا عند هذه النقطة، يقصر تماماً عن فكر الله من جهتنا. فعند امتلاكنا الحياة الأبدية يقودنا المسيح إلى رحاب الشركة التي يُقال هنا عنها بغاية الوضوح أنها تملأنا بالفرح. فبحسب الطبيعة نحن لسنا إلا خلائق خاطئة تنحدر إلى الدينونة انحداراً أعمى، ولكن بقبولنا الرب يسوع نولد من الله، وباعتمادنا على الفداء نقبل عطية الروح القدس، وهكذا نُمسح ونُختم. وبهذه الكيفية نُصبح كُفاة بتلك الحياة ومؤهلين بقوة الروح، كمعترفين بالابن، لأن يكون لنا الآب أيضاً.
فلا تصغين لأولئك الذين يحسبون هذه البركة أسمى من متناولك الآن وأنت على الأرض. إن صاحب الحُلة الأولى التي كان مجهزاً إياها للابن التائب الراجع، يريدك كأحد أولاده أن تتمتع بالشركة معه ومع ابنه. إنها فوق طبيعة الإنسان بالكُلية ما في ذلك شك، وهي لشركاء الطبيعة الإلهية دون سواهم، ومصدرها محبة الآب والابن عاملة بالروح القدس المُرسل ليكون فينا ومعنا إلى الأبد كقوة هذه الشركة. فهى إذاً نصيب المسيحي الخاص ولا سيما حين تمتلئ المسيحية الاسمية بروح البُطل والشر. ولا شك أن مَنْ ينكر الآب والابن لا يعتبرها إلا أسطورة أو وهماً. ولكن لماذا، وأنت مسيحي، تقصر عن إدراك نصيبك الخاص والتمتع به؟
إن هذه البركة - أي بركة الشركة - تضم جميع أفراد عائلة بيت الله، حتى الأولاد منهم أو الأطفال. فكل منهم بحسب مقياسه له نفس الحق الذي لأقواهم وأعظمهم بلوغاً. ومن هنا رأينا الأولاد أو الأطفال يُدعون للدخول فيها والتمتع بها تمتعاً كاملاً وعلى أساس الحياة الأبدية في المسيح.
وليم كلي
|