الثلاثاء 27 فبراير - شباط - 2001

سفر البدايات وسفر النهايات


إعلان يسوع المسيح الذي أعطاه إياه الله ليُري عبيده ما لا بد أن يكون عن قريب (رؤ1: 1)

إذ نأتي إلى سفر الرؤيا وهو آخر الأسفار في الكتاب نجد الرسول يوحنا يُشير إلى الرب يسوع بوصفه « الحق » (رؤ3: 8). وأظن أن أحداً منا لا يستطيع أن يقرأ هذا السفر بغير أن يخرج بهذا الانطباع. إنه يمثل ذروة استرجاع المفقود. فهو على العكس تماماً من سفر التكوين، فكل ما حدث من فشل وسقوط في البداءة قد أُبطل الآن، وكل ما فُقد تم استرداده، وكل سؤال ظهر هناك قد أُجيب عليه هنا.

في سفر التكوين أرى حية، وأرى لعنة، وأرى الموت والخطية، فماذا ستكون النهاية؟! وأرى الإنسان ممنوعاً من الوصول إلى شجرة الحياة، فماذا ستكون النتيجة؟! هناك أرى البدايات، لكن ماذا تكون النهاية؟ وما الذي ستؤول إليه الأمور معي؟ إن الله في نعمته قد تدخل ليصنع هذا التحول العظيم. والهدف من سفر الرؤيا هو أن يُجيب على هذه الأسئلة إذ يقدم لي يسوع الحي إلى أبد الآبدين، البداية والنهاية.

الرؤيا إعلان عن يسوع المسيح، إنه يزيح الستار عن شخص الرب. ليس الهدف الأول للسفر أن يُنير أذهاننا من جهة الحوادث القادمة: ضد المسيح، رجوع الامبراطورية الرومانية إلى الحياة، المُلك الألفي، النهاية الأخيرة للشيطان ... ولم يقصد به في الحقيقة أن يشبع فضولنا، بل أن يَفي باحتياجاتنا الروحية بالإعلان عن شخص المسيح نفسه في كل ملئه حتى نعرفه.

صحيح إن سفر الرؤيا يُجيب على تساؤلاتنا من جهة أنفسنا، وبطريقة تفوق حتى الأحلام، لأن ما يقدمه يوحنا لنا في النهاية هو في الحقيقة يفوق كثيراً ما فقدناه في البداية. كانت البداية جنة، لكن النهاية مدينة.

في سفر التكوين كان الرب الإله يقوم من حين لآخر بزيارة الإنسان الذي خلقه، لكن في سفر الرؤيا نراه يأخذ مسكنه في وسطهم، بل عرشه نفسه صار في وسط الناس، وإذا بالكنيسة التي تكلم عنها بولس تصير المدينة المقدسة في الرؤيا.

وفي الحقيقة، فإن يوحنا لا يقدم لنا شيئاً جديداً، لكنه فقط يكشف لنا عما كان في فكر الله، وكل ذلك يفعله يوحنا بأن يرجع بنا إلى الأصل الإلهي. ويؤكد يوحنا أن كل شيء يجد جوابه وإتمامه في شخص الرب يسوع المسيح، فهل المسيح بدايتي، هو أيضاً نهايتي؟ هل هو الألف، وهو أيضاً الياء؟ إن المسيح هو الجواب على كل تساؤلاتي.


 

واتشمان ني

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS