تكلم يسوع بهذا ورفع عينيه نحو السماء وقال أيها الآب... (يو17: 1)
إن هذه الصلاة تقف فريدة بين كل الصلوات الأخرى التي ذُكرت في الكتاب المقدس وذلك لعظمة ذلك الشخص الفريد المجيد الذي فاه بها، كما أن مثل هذا الكلام لا يمكن أن يصدر أبداً من شفاه بشر، بل يبرهن بلا جدال على حقيقة لاهوت المسيح، كما أنه لا يوجد فيها أي أثر لاعتراف، ولا لشعور بعدم الاستحقاق.
وعلاوة على ذلك، فإنه مما يسترعي انتباهنا أننا نسمع فيها عن شخص يتكلم كمن كان موجوداً في الأزل قبل تأسيس العالم، ونسمعه يتكلم عن طريقه الكامل هنا على الأرض ثم يستطرد إلى الحديث عن المستقبل عن عهد الرسل كمن كل شيء عريان ومكشوف له، وكأنه يقرأ من كتاب مفتوح. ثم نستمع إلى كلماته التي تمتد إلى كل فترة وجود الكنيسة على الأرض، ونستمع أيضاً إلى طلبات الرب من أجل كل الذين يؤمنون به. وأخيراً فإنه يأخذ بأفكارنا إلى الأبدية التي فيها سنكون معه ومثله. وعلاوة على ذلك فإننا نستمع إلى نبضات قلب الرب في هذه الصلاة.
ومنها نعرف رغبات قلب المسيح بحيث يستطيع المؤمن أن يقول: إنني عالم ما في قلب المسيح من جهتي. هذا ما لا بد أن يكون لأن الصلاة الكاملة يجب أن تكون تعبيراً حقيقياً عما في القلب. وهذا ما يجب أن نتعلمه نحن.
فيا ليت هذا الدرس نتعلمه من هذه الصلاة الكاملة كمال الشخص الفريد الذي فاه بها.
ونرى في هذه الصلاة ثلاث رغبات:
الرغبة الأولى أن يتمجد الآب في الابن
والرغبة الثانية أن يتمجد المسيح في القديسين
والرغبة الثالثة في أن يتمجد القديسون مع المسيح
ونحن نسمع نبضات قلب هذا المُحب، ننشد قائلين:
صُبحُ الجمالِ على جبينك لائحُ
| |
وشذا الرضا من روضِ قلبِك فائحُ
|
فلذا أنا بالروحِ نحوَك سائحُ
| |
طوراً أنا فرحٌ وطوراً نائحُ
|
قصدي اللقاء يا منيتي لاقيني
هاملتون سميث
|