الاثنين 12 فبراير - شباط - 2001

مال الظلم


وأنا أقول لكم اصنعوا لكم أصدقاء بمال الظلم حتى إذا فنيتم يقبلونكم في المظال الأبدية (لو16: 9)

قال المسيح هذه الآية أثناء حديثه عن مَثَل وكيل الظلم. وهو مَثَل سبّب حيرة لدى البعض، ومرجع حيرتهم أن الرب مدح وكيل الظلم. والحقيقة أن الرب لم يمدح وكيل الظلم بل الذي مدحه هو سيده (أي سيد ذلك الوكيل). أما الرب فقد حرَّض سامعيه بعد هذه الآية مباشرة على الأمانة إذ قال في ع10 « الأمين في القليل أمين أيضاً في الكثير ... فإن لم تكونوا أمناء في مال الظلم، فمَنْ يأتمنكم على الحق؟ ».

إن الدرس الذي أراد الرب أن يعلمه لسامعيه ولنا من بعدهم، هو حكمة التفكير في المستقبل لا في الحاضر فحسب. ويقول الرب « اصنعوا لكم أصدقاء بمال الظلم »، وهو بذلك يُعتبر كل المال الموجود في العالم، بما فيه المال الموجود معنا، هو مال الظلم، وعلينا بدل أن نكتنزه، أن نصنع به أصدقاء.

ولماذا يسميه الرب مال الظلم؟ ليس لأننا حصلنا عليه بطريقة خاطئة، ولا لأن المال شر في ذاته. لكن فكِّر لو لم تدخل الخطية إلى العالم، هل كان هناك لزوم للمال؟ ثم فكِّر في كيفية توزيع المال بين البشر، هل يحصل عليه مَنْ هم أكثر استحقاقاً، أم العكس هو الصحيح في معظم الأحوال؟ ثم فكِّر في استخدامات المال في العالم، هل هي لمجد الله أم لإغاظة الرب غالباً؟ ومن إجابتك على هذه الأسئلة ستأخذ فكرة: لماذا اعتبره الرب أنه مال الظلم.

لكن كيف نصنع أصدقاء بمال الظلم؟ بأن نستخدم ما بين أيدينا في خدمة الآخرين، أبدياً وزمنياً، لفائدة أرواحهم وأجسادهم. فإذا فنينا، أي انتهت حياتنا من على هذه الأرض الفانية، فإن هذه النفوس التي خدمناها ستكون في انتظارنا مُرحبة بنا في المظال الأبدية، أي في السماء.

تخيَّل أحدهم أخاً أنفق أمواله في طبع الكتب المقدسة والنبذ التبشيرية، ووصلت هذه الكتب والنبذ لأشخاص كثيرين واستفاد منها البعض ووصلوا إلى السماء. عندما نقف أمام كرسي المسيح سيعرف هؤلاء الأشخاص قصة وصول النبذة إليهم، وسيعرفون أنه بفضل التقدمة التي قدمها هذا الأخ طُبعت الكتب أو النبذ التي استخدمها الرب في خلاصهم. عندئذ سيقدمون شكرهم إليه قائلين له: إنه بفضل تقدمتك قد وصلنا إلى السماء. بهذا المعنى يمكن أن نفهم معنى « يقبلونكم في المظال الأبدية ».


 

يوسف رياض

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS