الأربعاء 12 ديسمبر - كانون الأول - 2001

باقة الزوفا


واذبحوا الفصح وخذوا باقة زوفا واغمسوها في الدم الذي في الطست ومسّوا العتبة العُليا والقائمتين بالدم الذي في الطست ... (خر12: 21،22)

في ليلة الفصح كان يلزم ذبح الخروف ورش دمه على باب كل بيت في طاعة الإيمان، وكان الرش يتم بواسطة باقة زوفا. وماذا تعني باقة الزوفا؟ إنني أعتقد أن معناها هو الشعور الذي يحدث في النفس عندما تصلها رسالة الإنجيل. إنه شعور الندم والحكم على الذات، فأحتقر نفسي وأشعر بأنني هالك فأتجه إلى الصليب وأحتمي بدم الحَمَل، واضع الدم بين نفسي وبين الله فأخلص.

إن الزوفا لها مكان مميز في كلمة الله. فسليمان « تكلم عن الأشجار من الأرز الذي في لبنان إلى الزوفا النابت في الحائط » (1مل4: 33) - أي أنه تكلم عن أعظم النباتات وعن أدناها في المملكة النباتية. فالزوفا كانت نباتاً صغيراً لم تكن جذوره تجد لها مكاناً في الأرض، بل كانت تظهر بين الأحجار في الجدران. وما معنى هذا؟ معناه إنني لم أسهم في الفداء الأبدي الذي تم لي إلا بخطاياي. فمتى كان لي شعور بما هي خطاياي فلا بد أنني أنحني أمام الله في ندم وفي حكم على الذات وأعترف بحالتي كخاطئ أثيم.

لنتصوّر معاً هذا المشهد: أمام عيون شعب وثني ... يقف كل واحد من شعب اسرائيل وهو يمسك الزوفا بيده مُعلناً بذلك إيمانه بالرسالة الإلهية وهي أنه لا نجاة من الدينونة إلا بالاحتماء في دم خروف الفصح. وبذلك كان يبرر الله ويدين نفسه. كان في ذلك إذلال للنفس ولكن كان لا مفر منه.

إن لنا في هذا صورة رمزية. فإن أخذ باقة الزوفا في اليد يعني طاعة الإيمان واقتناع الاسرائيلي في داخله باستحقاقه للهلاك وإعلان ذلك أمام الجميع وقبول الطريق الوحيد للخلاص الذي عيَّنه الله.

عندما اعترف اللص على الصليب أمام الجميع بمذنوبيته، وفي نفس الوقت بمجد الرب المصلوب، كان كمن أمسك بيده الزوفا. كان يؤمن بقلبه ويعترف بفمه (رو10: 9).

هل تعرف أيها القارئ العزيز معنى أن تُمسك باقة الزوفا بيدك؟ إنه يعني أنك اعترفت بفمك.

صديقي إن أملك الوحيد هو في دم المسيح الثمين الذي ينظر إليه الله الذي أخطأت إليه ويقبله، والذي لن تتغير أبداً قيمته في عينيه. فهل تؤمن بهذا؟


 

و.ت. ولستون

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS