الاثنين 5 نوفمبر - تشرين الثاني - 2001

مخافة الله


وحّد قلبي لخوف اسمك (مز86:: 12)

ما أكثر ما نصرفه من حياتنا، ليس في عمل الشر بصورة إيجابية، بل في المسئوليات الكثيرة الضائعة أو التي لا قيمة حقيقية لها، والتي تُفسد علينا إيجابية الشهادة لله! وما أقل ما نتفق مع الرسول في قوله « لكني أفعل شيئاً واحدا ».

عندما يأتي إلينا الشيطان محاولاً أن يغرينا « بممالك العالم ومجدها » فإننا نرفضها إذ ننتبه أنها تجربة منه. ولكننا مع الأسف في أوقات أخرى نذهب إلى التجربة بأقدامنا ونسلّم أنفسنا لمجموعة من الجهود الضائعة في هذا العالم، وكأننا نُمسك بالهواء، كأطفال يركضون بكل قواهم وراء خيال واهم.

إننا وباعتبارنا أغصاناً في الكرمة، فنحن نعلم أن الغاية من الكرمة هي الثمر. والكرَّام ينقي الأغصان لكي تُثمر. ولكننا إذ نراه ينقيها من الأمور المعطلة للثمر، نحسبه يقضي عليها ويحطمها، ونتساءل: ما الضرر من تلك الفروع الصغيرة العقيمة، أو تلك الأوراق الميتة؟ في ذاتها لا ضرر، ولكن فيما يتعلق بمحصول الكرمة من الثمر، فإن بقاء هذه الأشياء ضار جداً. بل إن الطقس الخارجي نفسه لا يُصيب الكرمة بأذى قدر تلك الأوراق والجذوع العقيمة التي تمتص العصير الثمين. فإذا استبقى الكرّام هذه الأوراق والجذوع فلن يقل الثمر فقط، بل يتلف كل العصير.

وهكذا الحال مع كثير من الأمور التي من شأنها أن تبعثر النشاط الذي كان يجب أن يولّد الثمر لله. فدعونا نوحّد الغرض ونقول مع الرسول بولس « أفعل شيئاً واحدا » - الأمر الذي يميز الإنسان المكرس للمسيح، والذي يمجد المسيح في حياتنا إذ يصير المسيح هو الكل في الكل.

دعونا ندرك أن كل لحظة في الحياة غالية جداً للتخلص من الرسميات والسطحيات، وجعل المسيح سيداً لا مجرد مُشير، مترنمين معأً في كل لحظة « وحّد قلبي لخوف اسمك ».


 

جرانت

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS