الأربعاء 10 يناير - كانون الثاني - 2001

أهمية الولادة ثانية


كان إنسان من الفريسيين اسمه نيقوديموس رئيس لليهود. هذا جاء إلى يسوع ليلاً (يو3: 1،2)

كأن الروح القدس يقول سأعرض أمامكم شخصاً من أفضل وأجود ما في البشرية حسب الطبيعة - أفضل العينات لإنسان تستطيع الأرض أن تقدمه، إذ هو صورة للبر الناتج من الطبيعة الإنسانية. ولكن ها هو يأتي إلى المخلص ويصبح وسيلة لإظهار الحق التعليمي الخاص بنعمة الله التي تتداخل لتواجه الإنسان وهو بعيد عن الله حال كونه خاطئاً هالكاً يحتاج إلى الولادة من فوق، من الله. فهذا هو العلاج الوحيد لخراب الإنسان.

وكل إنسان في هذا العالم لا بد له أن يولد مرة أخرى لكي يرى ويدخل ملكوت الله. فالشخص الذي يولد مرة واحدة يموت مرتين، ولكن الذي يولد مرتين فمن المؤكد أنه لن يموت مرتين، بل ربما لن يموت على الإطلاق.

ومن المهم جداً أن نتمسك بهذه الحقيقة في بساطتها. وهى أن الإنسان كإنسان محتاج إلى الولادة الثانية لكي يؤهل لملكوت الله، ولذلك يجب أن نصغي جيداً لِما قاله الرب لنيقوديموس ذلك المعلم الديني « ينبغي أن تولدوا من فوق ».

« نيقوديموس .. رئيس لليهود .. جاء إلى يسوع ليلا » ولماذا جاء إليه؟ لأنه كان لديه شعور غريزي في نفسه أنه على الرغم من امتيازاته فهو غير قادر على أن يواجه مطالب الله. وكان يرغب في أن يمتلك شيئاً أفضل مما لديه. وهو صورة من آلاف الناس المتدينين في الوقت الحاضر. فعلى الرغم من أن لديهم قدراً كبيراً من التدين، إلا أنهم لا يشعرون بالاكتفاء. فالقلب ليس سعيداً والضمير ليس مطهراً، ويشعرون أنهم بعيدون عن الراحة التي يرجونها، ويريدون أن ينالوا شيئاً ليس في حوزتهم.

ولماذا أتى ليلاً؟ لكي لا يراه أحد. فهو لم يُرِد أن يعرف أحد بمجيئه، ولعل هذا هو ما يحدث للكثيرين عامة، وللمتدينين بصفة خاصة، عندما يأتون إلى يسوع للإيمان به. فقد كان نيقوديموس لا يريد أن يظهر أمام الآخرين بأنه كان يسير في الاتجاه الخاطئ كل أيامه السابقة، ولكن من الأفضل جداً - أيها القارئ العزيز - الإتيان والاعتراف بالخطأ بدلاً من الاستمرار فيه دون معرفة الحق.


 

و.ت. ولستون

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS