الأربعاء 13 سبتمبر - أيلول - 2000

كُلفة الغفران


« إن كان قد ظلمك بشيء أو لك عليه دين فاحسب ذلك علىَّ ... أنا أوفى » (فل18:1، 19)

إن الغفران في المسيحية، ليس مبنياً على أساس رحمة الله فحسب دون عدله وبره. لا تظن أيها القارئ العزيز أن الله لا يبالي بالخطية، أو أن قداسته يمكن أن تتساهل مع شرورنا وخطايانا، أو أن بره يتغاضى عن ذنوبنا وآثامنا. مُحال، بل لقد ألقت خطايانا عليه في الجلجثة حملنا الثقيل.

إن الغفران في المسيحية مبنى على أساس احتمال المسيح للعقوبة ودفعه للغرامة « فإن المسيح أيضاً تألم مرة واحدة من أجل الخطايا، البار من أجل الأثمة لكي يقربنا إلى الله »
(1بط18:3) . وفى سفر أيوب لم يستطع المذنب أن يغنى بين الناس ويقول « أخطأت وعوجت المستقيم ولم أجاز عليه » إلا بعد أن قال المرسل السماوي والوسيط الوحيد الذي ليس هو شخصاً آخر غير ربنا يسوع المسيح « اطلقه عن الهبوط إلى الحفرة قد وجدت فدية » (أى24:33-28) . لهذا قد صُلب المسيح وسفك دمه الغالي ليجد فداءً أبدياً، فبدون سفك دم لا تحصل مغفرة (عب12:9، 22) وإذ ذاك أمكن للمسيح أن يغفر خطايانا، فلا عجب إذاً أن يكون النطق الأول للمسيح وهو على الصليب هو هذه العبارة العظيمة « يا أبتاه اغفر لهم ».

وبعد قيامة المسيح اكتشف التلاميذ أن الأمور التي كانت تسبب الحيرة لهم؛ أعنى آلام المسيح وموته، اكتشفوا أنها هي بعينها أساس كل البركات. وكأن الرب هنا يقول لتلاميذه إن هذا الإنجيل الذي يتضمن صليب المسيح، ويتضمن موته وقيامته، ينبغي أن تنشروه على كل بنى البشر.

ورغم عثرة البعض أمام محتويات هذا الإنجيل، لكنه هو الدواء الوحيد لعلاج البشر، وبدونه لا خلاص مهما أخلص الإنسان. قولوا إذاً لجميع البشر إن المسيح تألم من أجلكم كما هو مكتوب عنه. أكرزوا بالمسيح المصلوب، ولا تستحوا بآلامه فإنها نبع كل الخيرات. وابدأوا من أورشليم؛ من تلك المدينة الآثمة التي صلبت سيدها!

كم نسجد لك يا ربنا المعبود. يا مَنْ ذهبت منفرداً في « سبيل لم يعرفه كاسر ولم تبصره عين باشق ». في طريق الجلجثة الرهيب، ذهبت إلى الأردن وهو ممتلئ إلى جميع شطوطه!! وهناك غمر نادى غمراً « وانفجرت (عليك) كل ينابيع الغمر العظيم وانفتحت طاقات السماء »!! فيا لك من مخلص رائع جدير بالسجود!!


 

يوسف رياض

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS