الثلاثاء 22 أغسطس - آب - 2000

بركات التأديب


« لكن كل تأديب في الحاضر ... يعطى الذين يتدربون به ثمر بر للسلام » (عب11:12)

تبارك اسم إلهنا، فإنه يعطى بسخاء ولا يعير. إن غرض الله الآب من التأديب هو أن نشترك في قداسته، وهذه منحة لا يقدّرها إلا مَنْ يعيش في القداسة التي بدونها لن يرى أحد الرب. ولكن أن « نشترك في قداسته » فذلك سمو وارتقاء لا يمكن تقديرهما. وهنا في العدد الذي أمامنا نرى ثمرة ناضجة نتمتع بحلاوتها ودسمها الآن « وأما أخيراً فيعطى الذين يتدربون به ثمر بر في سلام ».

وأما أخيراً فيعطى (لا مَنْ يحتقر التأديب ولكن) « الذين يتدربون به ثمر بر في سلام ». لو رجعنا إلى سفر أيوب؛ ماذا في أوله؟ موت وخراب، قروح وتحديات، غمزات من الأصحاب وسخرية من الزوجة. لكن ماذا في نهايته؟ « وردَّ الرب سبى أيوب ... وزاد الرب على كل ما كان لأيوب ضعفاً. فجاء إليه كل أخوته وأخواته وكل معارفه من قبل، وأكلوا معه .. ورثوا له وعزوه ». وفوق هذا كله وأعظم منه؛ شهادة الرب له « لم تقولوا فيَّ الصواب كعبدي أيوب ».

وطوبى للنفس التي تعرف كيف تستخدم فرصة التأديب، لكي تتدرب به. إن التدريب، أي نوع من التدريب، يقتضي استخدام كل عضو في الجسم: العين والأذن واليدين والرجلين، فنضع هذه كلها تحت عيني الله الفاحصة، ذاك المكتوب عنه « عيناه تنظران، أجفانه تمتحن بنى آدم »
(مز4:11) . وليكن لسان حالنا « مسلكي ومربضي ذرّيت، وكل طرقي عرفت ». « اختبرني يا الله واعرف قلبي. امتحني واعرف أفكاري، وانظر إن كان فيَّ طريق باطل وأهدني طريقاً أبديا » (مز139). هكذا يكون التدريب، وهكذا تكون تذرية البيدر.

ثم هناك تساؤل لابد منه: مَنْ الذي يحدد مدة التأديب؟ ومَنْ الذي يقول إن « أخيرا » حان أوانه؟ إنه الصائغ المتيقظ الذي إذ يرى صورته مطبوعة على سبيكة الذهب، يُخرجها من النار ويفرح بمهارته.

« أما أخيراً فيعطى » منحة بل ثمرة ناضجة « الذين يتدربون به » يعطيهم الآن كما أحزنهم الآن « ثمر البر ». ويا لها من ثمرة! هي « ثمرة البر » أعنى شهادة من الله أنك بار « يُخرج مثل النور برك وحقك مثل الظهيرة ». « في سلام » يحسن إليك في آخرتك « يرفع الرب وجهه عليك ويمنحك سلاما »
(عد26:6) .


 

أديب يسى

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS