« مريم التي جلست عند قدمي يسوع وكانت تسمع كلامه »
(لو39:10)
إنه لشيء مبارك في بداية الحياة المسيحية، أن يُربح القلب للمسيح. ولكن كيف يظل هذا القلب محتفظاً بالمحبة الأولى في صورتها النشيطة كما كانت في البداية؟
ألسنا نعلم أنه قد تزحف أشياء كثيرة لتقف بين النفس وبين المسيح؟ وهذه ليست بالضرورة أن تكون دائماً الأشياء الكبيرة التي تقاوم النفس بما تجلب من تعاسة وشقاء، بل قد تكون أشياء صغيرة وفى مظهرها ليست مؤذية، إنها « الثعالب الصغيرة المفسدة للكروم ».
إن السماح بدخول هذه الأشياء الصغيرة، هو الذي يترك العواطف باردة، وبالتدريج تصبح كتلة ثلجية على القلب. ويقول الرب لنا « تركت محبتك الأولى ».
ألا يسعفنا منزل « بيت عنيا » ليعطينا الإجابة؟ فإننا نجد هناك أختين قديستين؛ في واحدة نرى صورة مؤمن ينمو في النعمة وفى معرفة ربنا يسوع، وهى مريم. والأخرى نرى صورة مؤمن متعوقاً بالذات ومقيداً بالخدمة.
إن محبة مرثا نراها في سعيها لكي تسدد حاجات الرب الطبيعية كإنسان، لكن محبة مريم نراها مجتهدة في إشباع حاجات قلبه وأشواقه العميقة بسماع كلماته. نعم، إذا أردنا أن نعرف كيف تدوم المحبة، فلنَقـُم معاً بزيارة بيت عنيا، فنتعلم هناك أن الجلوس عند قدمي السيد يجعل المحبة تدوم. فعند قدميه نكون في شركة معه، وفى الشركة معه نسمع كلماته، وكلماته تعلن ما في قلبه، وهناك نتعلم في مدرسة المحبة.
تُرى كم تعلمنا من النصيب الصالح الذي نالته مريم، وتحولنا عن مشغولية الحياة اليومية وأنشطة الخدمة لننفرد بالرب يسوع؟
إنه يُسرّ بأن يجدنا في محضره. إنه قد يستغني عن خدمتنا، ولكنه لا يعمل بدوننا. ولهذا فقط فإن المحبة الأولى يجب أن تدوم، وإن تركناها فلنَعُد إليها ثانية. إننا لا نقدر أن نعيش على الماضي، ومع أن الاختبارات الماضية قد تيقظ المحبة، إلا أن الشركة في الحاضر هي وحدها تجعل المحبة باقية مستمرة.
تشتـاق نفســـي أن تـــــراه
| |
وتمكـث فـــي حضرتــــه
|
وتحيــا دومــاً فــي رضــــاه
| |
هللويا ما أحلى يسوع
|
هـ. سميث
|