الأحد 23 يوليو - تموز - 2000

المسيح الذي نزل وصعد


« بعدما صنع بنفسه تطهيراً لخطايانا، جلس في يمين العظمة في الأعالي » (عب3:1)

أيهما أعجب يا ترى - ابن الله في مذود بيت لحم كطفل صغير أم ابن الإنسان عن يمين الآب في الأعالي؟ وأيهما أعجب وأروع - أن ترى المشير العجيب الإله القدير رئيس السلام، الأب الأبدي (أو أب الأبدية) طفلاً يولد لنا وابناً نُعطاه، أم ابن الإنسان، وفيه الناس المصنوعون من تراب الأرض جالساً عن يمين الله؟

إن رئيس الكهنة كان يدخل مرة واحدة كل سنة إلى قدس الأقداس، ولكن مَنْ ذا الذي كان يجرؤ أن يسكن هناك أو يتخذ مكانه بجوار الكاروبيم حيث يظهر مجد العلي؟ أما يسوع، ابن الإنسان فقد صعد إلى الأعالي، وبما له من سلطان خاص وحق شخصي مُضافاً، تبوأ العرش مكللاً بالمجد والكرامة. فهو بأجنحة المحبة المطلقة المقتدرة نزل من السماء، ولكن لكي يرجع إلى السماء ويجلس في يمين العظمة - كرئيس الخلاص - لم تكن القدرة المطلقة والمحبة بكافيتين. لقد كان من السهل نسبياً (إن جاز لي أن أستعمل هذا التعبير عن تلك المعجزة العُظمى) على ابن الله أن يُخلى نفسه وينزل إلى أرضنا ولكنه لكي يرجع إلى السماء - كمن أكمل العمل الذي لأجله نزل من السماء - كان لزاماً عليه أن يصطبغ بصبغة الآلام وأن يموت موت الصليب على خشبة العار واللعنة.

وليس كالنزول كان الصعود، لأن الذي قبل بالنعمة المطلقة أن ينوب عنا، كان لزاماً عليه أن يحمل حملنا ويرفع جُرمنا ويهزم عدونا، ولذلك انحصرت نفسه أن يصطبغ بصبغته. ومن اللحظة التي ظهر فيها في أورشليم، كان يعلم أن هيكل جسده المقدس سيُنقض وكان يتطلع إلى الموت الذي سيموته على خشبة الجلجثة. وليس كما نزل صعد لأنه جاء كابن الله ولكنه رجع ليس فقط كابن الله المتجسد، ابن داود، والبكر بين أخوة كثيرين. وليس كما نزل صعد لأنه جاء وحده كالراعي الصالح مدفوعاً بدافع الحب والعطف الذي لا حد له نحو الخروف الضال الهالك في البرية، ولكنه رجع حاملاً ذلك الخروف على منكبيه فرحاً متهللاً باستحضاره إلى البيت السماوي الأبدي، ورجع ليس فقط منتصراً، بل كمن خرج باكياً حاملاً مبذر الزرع، رجع بالترنم حاملاً حزمه. فبقيامته قد أُعطيت له العروس، الكنيسة، التي أُقيمت معه لتجلس فيه في السماويات. فله كل المجد.


 

ادولف سافير

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS