السبت 22 يوليو - تموز - 2000
|
المكوث في حضرته |
« ما أحلى مساكنك يا رب الجنود. تشتاق بل تتوق نفسي إلى ديار الرب » (مز1:84، 2) في « مساكن الرب » الحلوة، وفى ديار الله تلتقي النفس بالله الحي وبالمسيح الـمُقام (مت6:6،رؤ18:1،رو4:1)، وتجد مذابح الله والـحَمَل الذي هناك[كأنه مذبوح] هناك تتعلم النفس أن تدرك وتقدر صليب المسيح من سائر الوجوه، هناك تدرك قيمة الذبيحة التي كانت تُشير إليها الذبائح الكثيرة تحت الناموس المذكورة في سفر اللاويين، هناك تختبر الراحة الكاملة عند مذابح الله « مذابحك » - هناك تتمتع براحة الشركة إذ تتمتع بالله نفسه وبالالتفاف حول الخروف المذبوح الذي هو مركز العواطف والأشواق - أشواق عائلة الله، هذا المذبح أشبه بالعش الدافئ الـمُريح للعصفور. ومهما كثر الاضطراب والانزعاج والقلق والهم، كما يبدو في السنونة التي تطير إلى هنا وهناك باحثة وراء دودة قد أفلتت منها. فعوضاً عن هذه الحالة يجد القلب هناك مركزه المبارك وراحته وسلامه وغذاءه وأغانيه وأناشيده اللذيذة. حقاً أن السعادة والهناء والحمد والسُبح حليف الراحة « طوبى للساكنين .. أبداً يسبحونك »
(مز4:84)
. في هذه السُكنى السعادة والقوة « طوبى لأناس عزهم بك، طرق بيتك في قلوبهم » فتتمتع بالمحبة التي نشم عبيرها عند مذابح الله، ومن هناك تبدأ النفس الأمينة في السير في غربتها في هذا العالم إلى أن تكمل السفر. وما أحوجنا في هذه الحالة إلى القوة. والنفس التي تتمتع بالشركة مع الرب لا تبغي قوة، ولا تطلب معونة في شيء غير الرب. ومتى تزودت بالقوة من الرب، تشرع في السير وتجتاز المشقات والصعاب وتعبر في القفر وهى قاصدة بيت الله الأبدي.
بينما نجتاز هذا الوادي، وادي المدمـعِ ليـت حبــك لنا يكــــون خيــــرَ مرتــــــعِ يا مخلصـــــاً كريمـــاً احفظنـــــا أبــــــــدا قرب جنبـــك ففيـه نستـريــح للمــــــدى نتكـــــــــئ الـــــــــــرأس الكليـــــــــــــــل حيث حب الآب لا يحول يوماً أو يـزول هنري روسييه
|
إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:
يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة