الأحد 2 يوليو - تموز - 2000

المسيح رجل الأوجاع


« يسوع ابن الله ... مجرب في كل شيء مثلنا بلا خطية » (عب14:4، 15)

نعم لقد كان يسوع رجل الإيمان الذي لا يتزعزع، وقد عاش ليس فقط أمام الآب، بل بالآب. وهو رئيس الإيمان ومكمله. فهو قد صار أمام الخراف. وهو السابق المتقدم، اختبر كل صعوبة واجتاز كل ضيقة وذاق كل حزن. يعرف الطريق في كل تفاصيلها وكل ناحية من نواحي ضيقها.

أكان إبراهيم نزيلاً وغريباً في أرض الموعد كأنها غريبة؟ هوذا يسوع الذي تعيَّن وارثاً لكل شيء لم يكن له أين يسند رأسه.

هل رفض موسى كنوز مصر؟ هوذا يسوع قد عُرض عليه كل العالم بجميع ممالكه ومجده، فرفضه بشمم وإباء لا نظير له.

هل اختبر داود الممسوح من الرب، كم هو مؤلم أن يكون مرفوضاً ومُبغضاً ومُضطهداً من المتكبرين الأشرار؟ هوذا سيدنا له المجد، كم لاقى واحتمل من عداوة ومقاومة ونكران للجميل!

هل ذرف إرميا دموع الحزن المرير بسبب عدم توبة أورشليم واطمئنان يهوذا الكاذب وانسياقهما وراء أضاليل الأنبياء الكذبة؟ هوذا يسوع وقد لمح من بعيد ما ينتظر إسرائيل من دينونة أعظم بسبب ارتدادهم، بكى على المدينة وأحب الأمة بقلب أمين حزين. لقد شاركنا يسوع في كل أحزاننا وأوجاعنا واحتمل جميع أمراضنا. وكم من مرة تأوه وتنهد إزاء التعاسة التي في العالم بسبب الخطية التي تقود للموت، العدو الأكبر والأخير، وبينما هو يعترف بما في هذا كله من عدل إلهي، كان قلبه يفيض بالحب والحنان تجاه المتألم.

لقد كان يسوع في كل أيام جسده رجل أوجاع ومُختبر الـحَزَن. ولكنه في بستان جثسيمانى دخل في اختبار مختلف عن آلامه وجهاده السابق. إنه كان يرى الصليب منذ البداءة وقد ثبَّت وجهه كالصوّان صوب أورشليم لكي يذهب ويتألم هناك. ومجرد تصوُّر ذلك الكأس المريع الذي كان ينتظره، كان يملأ نفسه بالجزع والرُعب الشديد، وكان منحصراً حتى تكمل صبغته
(لو50:12) .

وعندما جاء اليونانيون إلى العيد، اضطربت نفسه، ذلك لأن عيّنة أو عربون الحصاد الماثل في الأمم المتسائلين ذكّره بأن حبة الحنطة كان لابد لها أن تموت أولاً، وعندئذ صرخ إلى الآب « أيها الآب نجني من هذه الساعة. ولكن لأجل هذا أتيت إلى هذه الساعة ».


 

ادولف سافير

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS