« إن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار »
(1يو1:2)
« إن أخطأ أحد فلنا شفيع ». أليس القول « فلنا شفيع » تعبيراً غاية في الجمال يكشف عن حقيقة مشجعة؟ فالرسول لا يقول « إن أخطأ أحد فله شفيع » بل يقول « فلنا شفيع » ذلك لأنه مهما يكن سمو هذه الهبة فليس معناها الترخيص لنا بقصر شفاعة المسيح على علاج الوقوع في الخطأ وعلى إلغاء حزن وخجل المؤمن بسبب خطيته.
إن كلمة « شفيع » أوسع أفقاً وأعظم قدراً من مجرد مواجهة أو علاج خطية معينة ولو أن هذه هي القضية التي يناقشها الرسول هنا. وباعتباره هذه الخطية صادرة من مسيحي، فإنها تجلب إهانة عُظمى لله وهذا مما يزيد في مهمة الشفيع وخطورتها. وما الذي لم يتكلفه المسيح في حمل الخطية والخطايا؟ فإنه حينما « جُعل خطية » نزل إلى أعمق الأعماق محتملاً دينونتها من يد الله لكي يعفينا نحن من احتمالها. « إن أخطأ أحد فلنا (أي المجموعة المسيحية كلها، جميع الذين هم موضوع النعمة الإلهية) شفيع ». وهو هناك في الأعالي لمواجهة هذه الحاجة، فكما هو هناك دائماً لأجلنا وبكل كمالاته، هكذا هو أيضاً لنا. وكما لنا فيه الفداء بدمه، غفران الخطايا، وكما لنا الحياة الأبدية فيه، هكذا تماماً هو لنا كشفيع عند الآب. يا له من تدبير عجيب هيأته لنا النعمة.
ثم أن كلمة « شفيع » الواردة هنا هي عينها التي يستخدمها الرسول يوحنا في الإنجيل عن الروح القدس والمترجمة هناك « معزى ». والأصل اليوناني للكلمة الواردة في الإنجيل تختلف عن كلمة « معزين » الواردة في أيوب2:16.
فإن كلمة « شفيع » الواردة في الإنجيل والرسالة، وما تحمله من معنى خاص في تطبيقها الكتابي، تعنى شخصاً يتبرع لأجلنا ويدافع عنا وفى استطاعته أن يؤدى لنا بصورة كاملة ما نعجز عن القيام به. وهذا وحده يدل على أنه من الخطأ تضييق خدمة شفيعنا وقصرها على مواجهة الخطية فقط، فهو أيضاً معزينا الذي يهتم بسداد كل حاجة من حاجاتنا.
لا سبب يقــدر أن
| |
يُخمــد حُــبَ ذاك
|
مات هنا عنا كما
| |
يحيـا لنــا هنــاك
|
وليم كلى
|