« أخبرني يا مَنْ تحبه نفسي أين ترعى أين تربض عند الظهيرة »
(نش7:1)
تأملي يا نفسي وأطيلي التفرُّس في هذه الأمور الثلاثة الواضحة في هذا العدد الرائع :-
(1) عواطف القلب وأشواقه.
(2) الرغبة في الإنعاش والتغذية من الرب مباشرة.
(3) الاشتياق للراحة مع القطيع الغالي عند الظهيرة.
عندما نتأمل في الأمر الأول، نجد أن العروس لم تَقُل « يا مَنْ يجب أن تحبه نفسي » أو « يا مَنْ ترغب نفسي أن تحبه » ولكن « يا مَنْ تحبه نفسي ». فهناك رغبة شديدة مشتعلة في قلبها بالحب نحو مخلصها ومعبود قلبها. فهي تقول « أخبرني يا من تحبه نفسي » فنلمس في الضمائر « أنا، أنت » الدالة والألفة والقرب من قلب حبيبها. ويا لها من حالة مباركة تستقر فيها النفس! فماذا تعرفي يا نفسي عن القـُرب والتلذذ بهذا الشخص الكريم؟ فأي شيء أغلى على قلبه من عواطف متجهة بالحب والتعبد والتقدير لشخصه؟ وأي شيء آخر أو شخص آخر يستحق الحب والتقدير سوى شخص المسيح؟ والشيء الثاني وهو الرغبة في الإنعاش والتغذية من شخصه الكريم مباشرة، فهي لم تذهب إلى هؤلاء الرعاة الذين يرعوا أنفسهم ولم يرعوا القطيع. بل ذهبت إلى راعى الخراف العظيم مباشرة. فسابقاً انجذبت لشخصه كالملك، والآن فهي تنجذب لشخصه كالراعي مصدر كل الخير والبركات.
والشيء الثالث هو أن قلبها كان مشتاقاً للراحة مع القطيع في وقت حر النهار.
فهناك الجلوس تحت ظله المنعش. وهناك الدسم والتلذذ بالرب والتمتع بالراحة الحقيقية. كل هذه البركات نتمتع بها بالقرب من هذا الشخص الفريد. وفى البُعد عن شخصه نجد العناء والمرارة والتعاسة. فالنفس التي تذوقت حلاوة الشركة مع الرب حيث المراعى الخضراء ومياه الراحة، وحيث النعم والبركات، لأن (أمامه) شبع سرور، لا يمكن إلا أن تطلب المزيد والمزيد وترغب بأشواق ملتهبة في استمرار الشركة الـحُبية.
كلما أصبو إليـه
| |
لذّ لي فيه الوفاق
|
كلما أدنو لديـــه
| |
زادني له اشتيـاق
|
أندرو مولر
|