الاثنين 13 مارس - آذار - 2000

« كونوا راسخين »


« كونوا راسخين غير متزعزعين » (1كو58:15)

أيها الأحباء .. إن علامة عمل الروح القدس في النفس هي أن المسيح يحتل فيها مكاناً لم يكن يحتله من قبل. وإن كنتم مملوئين بالروح القدس فلن يكون لكم غرض غير المسيح، ولا فكر غير المسيح، ولا غاية إلا المسيح، ولا إرادة إلا إرادة المسيح.

إن كل ما يضعف الصلة بينكم وبين المسيح إنما يهدم قوتكم. ليست الخطايا الكبيرة هي التي تحطم قوتكم، وطبعاً هذه يجب أن تُدان ويُحكم عليها، ولكن الأمور الطفيفة التي تصادفنا في حياتنا اليومية والتي نحن عُرضة لتفضيلها عن المسيح هي التي تقوّض شركتنا. وإذا ما زحف العالم إلى القلب فقد الملح صلاحيته وقلـّت قيمة المسيح المرفوض أمام العين. إن لم نكن قريبين من المسيح فنحن عُرضة لأن نخور في الطريق.

إن كل ما يحيط بنا إنما باطل ولا يوجد شيء حقيقي إلا حياة المسيح فينا، فإذا ما تمسك القلب بهذه الحقيقة فإن المؤمن لا يعتبر نفسه إلا كنزيل يعمل في منزل لمدة يوم، يؤدى فيه واجباته على أحسن وجه ولكنه لا يسكنه ولا يستوطن فيه.

كان إسرائيل يُقيم في المكان الذي تحل فيه السحابة، وإذا ما ارتفعت السحابة ارتحل إسرائيل. ففي حلهم وترحالهم كان عليهم أن يتبعوا السحابة. ولماذا؟ لأنهم لو أقاموا عند ارتحال السحابة لـحُرموا من سير الرب معهم. هكذا الحال معنا. أمر ما أسهله ولكن ما أعظمه! فيا ليت هذه الكلمة « راسخين غير متزعزعين » تتحقق فينا في أي ظرف وفى أي جو.

يا ليت الحياة الإلهية - حياة المسيح، تظهر فينا. كل شيء عداها مصيره التغير والزوال، أما الحياة الإلهية فهي أبدية. نعم تبقى إلى الأبد.

ولا يوجد شيء مهما كان طفيفاً خدمنا به المسيح ويُنسى. ولكننا للأسف جميعاً كسالى في الخدمة. أما إذا تعلقت قلوبنا بالمسيح فلابد أن نعضد بعضنا البعض في جسد المسيح، ومحبة المسيح تربط الجميع.

يا ليت الرب يحفظنا في البساطة حتى نقضي حياتنا كما يقضى النزيل يومه إلى أن يأتي المسيح الرب « وحينئذ يكون المدح لكل واحد من الله »
(1كو5:4) . « المدح من الله » يا ليت يكون هذا هو غرضنا، ويا ليت الرب يوحِّد قلوبنا لخوف اسمه ولخدمة إنجيله.


 

داربى

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS