« لأن خبز الله هو النازل من السماء الواهب حياة للعالم »
(يو33:6)
المسيح كالمن هو طعام المؤمن في البرية والغذاء الروحي الذي يأكله شعب الله المحبوب. ولكن ما معنى المن عن المؤمن؟ معناه؛ المسيح في الجسد أو مسيحاً متضعاً لأنه هو « الخبز النازل من السماء لكي يأكل منه الإنسان ولا يموت »
(يو50:6)
.
فالمن إذاً كان إشارة إلى المسيح المتجسد أو الإنسان الكامل الذي أعلن الآب للعالم. فنعمته، وحنوه، وعواطفه، ورقته، ومحبته، ووداعته وتواضع قلبه، وصبره، واحتماله، وطول أناته، ومثاله - كل هذه الصفات موجودة في المن الذي أعطاه الله لنا لنأكله أثناء سيرنا في البرية.
ونستطيع أن نراه ممثلاً أمامنا في تلك الرسائل التي لها علاقة خاصة بموضوع سير القديسين في البرية « لذلك نحن أيضاً إذ لنا سحابة من الشهود مقدار هذه مُحيطة بنا، لنطرح كل ثقل والخطية الـمُحيطة بنا بسهولة ولنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا. ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمله يسوع ... فتفكروا في الذي احتمل من الخطاة مقاومة لنفسه مثل هذه لئلا تكلوا وتخوروا في نفوسكم »
(عب1:12-3)
. وهذا تحريض لنا بأن نأكل من المسيح كالمن الذي يقوينا وسط التجارب والصعوبات والاضطهادات التي تصادفنا في البرية القاحلة. وعلى هذا المنوال نجد بطرس الرسول يكتب بصفة خاصة إلى العبرانيين من شتات بنتس الخ
(1بط1:1)
. ليقودنا إلى المسيح كالمن « لأنه أي مجد هو إن كنتم تُلطمون مُخطئين فتصبرون. بل إن كنتم تتألمون عاملين الخير فتصبرون فهذا فضل عند الله ... فإن المسيح أيضاً تألم لأجلنا تاركاً لنا مثالاً لكي تتبعوا خطواته »
(1بط20:2-24)
. وأيضاً نجد الرسول بولس في رسالة فيلبى يطعم أخوته بالمسيح كالمن المتضع
(فيلبى5:2-9)
.
أما في الأناجيل فالمن منتشر حولنا من كل جانب ويسهل علينا أن نجمع منه بحسب أعوازنا المختلفة كل يوم. وفى هذه الأناجيل عينها تتجلى لنا كل مظاهر تلك الحياة العجيبة - حياة ذلك الإنسان الكامل الذي هو في نفس الوقت الله ظاهراً في الجسد.
أنت لي المن الذي يُشبع قلبي
| |
لا يجــــوع القلــــب حاشــــــــا
|
حبك النهر الذي يرويني ربــى
| |
نفســـي لا تحتـــار عطشـــــى
|
فيك ما أرجو وأكثر
| |
أنت للنعماء مصدر
|
دينيت
|