الاثنين 25 ديسمبر - كانون الأول - 2000

في وقتـه


« فلا نفشل في عمل الخير لأننا سنحصد في وقته إن كنا لا نكِّل » (غلا9:6)

إن واجبنا كأبناء الآب الصالح الذي يُشرق شمسه على الجميع ويرسل مطره للجميع، أشراراً وصالحين (مت45:5) أن نفعل الخير للجميع كل حين تابعين خطوات سيدنا الذي « جال يصنع خيرا » كل أيام حياته فوق الأرض.

وإن كنا لا نأخذ أجرة عاجلة فلا نفشل بل لنثابر على فعل الخير لمحبتنا للخير نفسه بحسب الحياة الجديدة التي بها صرنا شركاء الطبيعة الإلهية أيضاً. على أن الله ليس بظالم حتى ينسى عملنا وتعب محبتنا وخدمتنا
(عب10:6) بل لا بد وأن يكافئنا وإن طال الأمد « كأس ماء بارد .. لا يضيع أجره » (مت42:10) .

عمل مردخاى الخير فأنقذ حياة الملك ولم يحصد شيئاً. ولكن الحصاد كان مخزوناً ليُعطـَى له في وقته « في تلك الليلة طار نوم الملك ». لقد نضج الحصاد في ذات الليلة التي دبر فيها الأعداء مؤامرة دنيئة لصلب مردخاى، وعوضاً عن الخشبة التي ارتفاعها خمسون ذراعاً، ركب مردخاى فرس الملك ونودى أمامه « هكذا يُصنع للرجل الذي يُسّر الملك (والحقيقة الذي يُسّر الله) بأن يكرمه ».

ويوسف عمل الخير دائماً وأرضى الله في السر وفى العلن، ولكن عوضاً عن الحصاد كان السجن « آذوا بالقيد رجليه. في الحديد دخلت نفسه »
(مز18:105) وظن أن وقت الحصاد قد جاء بعد أن أسدى معروفاً إلى ساقي الملك، ولكن ذلك الساقي لم يذكره بل نسيه (تك23:40) ولم يكن ذلك بدون علم الله طبعاً، بل بترتيبه الحكيم. وفى الوقت المناسب أسرعوا بيوسف من السجن إلى الملك فكان حصاداً وافراً عظيماً.

يقول الحكيم « إرمِ خبزك على وجه المياه، فإنك تجده بعد أيام كثيرة »
(جا1:11) . هذه الأيام الكثيرة، إن كانت مجهولة عندنا لكنها معدودة عند الرب لأنه حتم بالأوقات المعينة (أع26:17) .

« اتكل على الرب وافعل الخير. اسكن الأرض وارع الأمانة وتلذذ بالرب فيعطيك سؤل قلبك »
(مز3:37) .

فلنعمـل الخيـــر وبالأخــــــص للإخــوان
فإن ما نزرعه نحصد في الأوان


 

ناشد حنا

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS