الاثنين 27 نوفمبر - تشرين الثاني - 2000

رسالة المسيح


« ظاهرين أنكم رسالة المسيح » (2كو3:3)

لا يقول الرسول « يجب أن تكونوا رسالة المسيح » بل « أنتم رسالة المسيح »، فليس علينا أن نعمل ذلك بمجهوداتنا الشخصية وإلا فسيقودنا ذلك إلى المشغولية بالذات. ونحن لن نصبح رسالة المسيح إلا بروح الله الذي يكتب المسيح في قلوبنا.

وإذ تتجه عواطفنا نحو ذاك الذي بوركنا فيه، وإذ كل يوم نتمتع بمحضره ومحيا وجهه الكريم، يكتب الروح القدس صفاته الأدبية في قلوبنا لنكون رسالة المسيح.

ونحن رسالة المسيح الظاهرة للجميع، فالقديسون عليهم أن يُظهروا لجميع الناس شيئاً من صفات المسيح. إن المسئولية لدى القديسين ليس أن يسلكوا حسناً ليصبحوا رسالة المسيح، بل لكونهم رسالة المسيح فعليهم أن يسلكوا حسناً لتُصبح هذه الرسالة مقروءة من جميع الناس.

عندما نكتب « خطاب توصية » فمعناه أننا نوصى بالشخص المذكور في الخطاب، وكذلك عندما يكتب روح الله شخص المسيح في قلوب المؤمنين، فذلك لكي يصبحوا معاً رسالة أو خطاب توصية يقدمون فيه المسيح، ممدوحاً للعالم الـمُحيط.

وما أجمل أن يقول الرسول إن القديسين ليسوا فقط رسالة المسيح، بل رسالة معروفة ومقروءة من جميع الناس.

قد يحدث للأسف أن تكون الكتابة غامضة ومع ذلك فعدم وضوحها لا يعنى أنها ليست رسالة. فالمسيحيون غالباً ما يُشبَّهون بكتابة على حجر قديم. ومع أن النقش باهت المعالم، غير أن الحروف تؤكد أن ثمة كتابة ما كانت منقوشة على الحجر ولكنها بهتت وتلوثت وأصبح من الصعب قراءتها.

ومن أسف، أن الأمر هو هكذا مع أنفسنا. فعندما كتب الروح القدس شخص المسيح في قلوب القديسين، كانت عواطفهم حارة وحياتهم تتحدث صراحة عن المسيح، كانت الكتابة واضحة وحية، وصارت معروفة ومقروءة من جميع الناس. ولكن بمرور الوقت وحيث لا يتوفر السهر والحكم على الذات، ودخلت الغيرة والحسد والمرارة إلى النفوس، بهتت الكتابة.

وإن كان الناس قديماً قرأوا متطلبات بر الله منقوشة على ألواح حجرية، فعلينا الآن أن نجعل الناس تقرأ محبة الله الـمُقدَّمة للإنسان على مبدأ النعمة منقوشة بروح الله الحي على ألواح قلوبنا.


 

هاملتون سميث

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS