« الساكن في ستر العلي في ظل القدير يبيت »
(مز1:91)
يا لها من راحة لنفوسنا ونحن بين ذراع القدير وحمايته :
أولاً: السكن. يتكرر مرتين؛ الأولى في ستر العلي أي تحت حمايته (ع1)، لكن ع9 مسكنه في العلي ذاته، أي ارتباط قلبي عميق. وفى هذا نمو في معرفة الله.
ثانياً: واسطة هذا الارتباط هو الكلمة المقدسة « ترس ومجن حقه ». وسر دمار الإنسان وجهله وعبوديته للشيطان والخطية، هو إهماله الكلمة « أليس لهذا تضلون إذ لا تعرفون الكتب »
(مر24:12)
، وأيضاً « ها قد رفضوا كلمة الرب فأية حكمة لهم »
(إر9:8)
.
ثالثاً: الارتباط بالله في ذهن الملايين، أمر يحتاج إلى أعمال عظيمة أو إلى خطوات أو تدريبات على مدى سنين. لكن إعلان الوحي أن الله لا يطلب من الإنسان إلا كلمات فقط، لكن بشرط أن تكون الكلمات الخارجة من فمه تعبر عما في القلب - كلمات نتيجة لعمل كلمته هو في القلب. وما أروع الإعلان هنا « أقول للرب ملجأي وحصني، إلهي فأتكل عليه » (ع2) وشهادة الله له (ع9) « لأنك قلت أنت يارب ملجأي، جعلت العلي مسكنك ». ثم نرى هذا الأمر أيضاً في دعوة الرب لإسرائيل في هوشع14 « خذوا معكم كلاماً وارجعوا إلى الرب. قولوا له ارفع كل إثم واقبل حسنا ».
رابعاً: الحماية الإلهية تشمل 4 جوانب أو 4 أركان العالم:
الركن الأول : « لا تخشى من خوف الليل » - ظلام العالم الأدبي من انحطاط أخلاقي وأفكار مُظلمة دنسة. لكن شكراً لله « شاكرين الآب الذي أهلنا لشركة ميراث القديسين في النور الذي أنقذنا من سلطان الظلمة ونقلنا إلى ملكوت ابن محبته »
(كو12:1)
.
الركن الثاني : « ولا من سهم يطير في النهار » - الذي هو طيش وجنون العالم. فالذي تمتع بخلاص الله العظيم بنعمة ربنا يسوع المسيح، اختبر أن ذات النعمة المخلصة هي التي تعلمنا نحن المخلصين أن نعيش بالتعقل والبر والتقوى (تى11:2، 12).
الركن الثالث : « ولا من وبأ يسلك في الدجى » - الأمراض الروحية الـمُفسدة لحياة الملايين، المسكر والمخدرات ومرض الهياج والسخط والتسرع في الكلام
(يع19:1)
.
الركن الرابع : الخسائر التي قد تصيبنا في العالم « هلاك يفسد في الظهيرة » - لأننا نحن المخلصين نعلم « أن كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله »
(رو28:8)
.
مراد أمين
|