« وأما شركتنا نحن فهي مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح »
(1يو3:1)
ما الذي يشغل قلب الآب؟ أليس الابن وكل مجد شخصه المبارك وعمله؟ عندما كان الابن هنا على الأرض « فيه سُرّ أن يحل كل الملء »
(كو19:1)
. وفى بداية خدمة الرب الجهارية
(لو22:3)
وكذلك قرب نهاية هذه الخدمة
(مت5:17)
قال الآب وأعلن من السماء « هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت » وبعد هذا أتى عمل الجلجثة!
ما هو تقدير الآب لهذا العمل؟ « لهذا يحبني الآب لأني أضع نفسي لآخذها أيضاً
(يو17:10)
. نعم إن الآب يحبه - يحب ذلك الشخص الذي ذهب إلى الصليب طوعاً واختياراً، الشخص الذي مات ليمجد اسم الله ولكي يعمل مشيئته والذي لأجل هذه الغاية « حمل خطايانا في جسده »
(1بط24:2)
« جُعل خطية لأجلنا »
(2كو21:5)
. احتمل دينونة الله وتُرك منه، والذي في كل هذا كان كاملاً « المسيح الذي بروح أزلي قدَّم نفسه لله »
(عب14:9)
.
إن الآب يُخبرنا قائلاً « هذا هو ابني الحبيب » ونحن نجاوب « هذا هو مخلصنا الحبيب ». والآب يقول: إنه بسبب محبته لي
(خر5:21)
قد احتمل كل الآلام في جلجثة وأكمل العمل. ونحن نجاوب: المسيح أحبنا وأسلم نفسه لأجلنا
(أف2:5)
. وأنا في صفتي الشخصية أقول « ابن الله الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلى »
(غل20:2)
. إن نفس هذا الشخص المجيد الذي يملأ قلب الآب، يملأ قلبي أيضاً. إن الآب يُرينا مجد الابن، ونحن نتحدث إلى الآب عن كل ما وجدناه في هذا الابن المبارك. هذه هي الشركة - مشاعر مشتركة واهتمامات مشتركة. إن نفس الشخص يملأ قلوبنا بالسرور والبهجة.
أوَ ليس الأمر كذلك مع الابن أيضاً؟ لقد أعلن الآب لنا - لقد سمعناه يقول « يا أبا الآب »
(مر36:14)
والآن نحن أيضاً نقول « يا أبا الآب »
(رو15:8)
.
أليس هذا بالحقيقة أسمى الامتيازات، أن ندرك الله، نعم، أن نعرفه! ليس فقط لكي نتمتع ببركاته ومقاصده الإلهية، لكن لكي نتمتع بالله نفسه! أن يكون لنا شركة في هذا مع الله الآب والله الابن! حقاً لا يوجد شيء أكثر سمواً وروعة. وإذا جعلنا هذا حقيقة في حياتنا، فإن قلوبنا ستكون في تمام السعادة هنا على الأرض. لهذا يكتب الرسول قائلاً « ونكتب إليكم هذا لكي يكون فرحكم كاملا »
(1يو4:1)
.
هـ.ل. هايكوب
|