الخميس 19 أكتوبر - تشرين الأول - 2000
|
داود وروح الخضوع |
« فقال الملك ... دعوه يسب لأن الرب قال له سب داود، ومن يقول لماذا تفعل هكذا » (2صم10:16) ما أجمل روح الخضوع التي ظهرت في داود. فعندما خرج ذلك البنياميني - شمعي بن جيرا - قريب شاول، يسب ويلعن ويرشق بالحجارة داود وجميع عبيده الجبابرة عن يمينه وعن يساره، وأراد أبيشاي أن يقطع رأسه، قال داود « ما لي ولكم يا بنى صروية. دعوه يسب لأن الرب قال له سب داود. ومن يقول لماذا تفعل هكذا ». وبالاختصار فإنه يحنى رأسه لإرادة الله وقد شعر دون شك أنه كان يحصد ثمر خطيته، وأنه قد رأى الله في كل ظرف من ظروف حياته، واعترف به بروح منسحقة. فلم ير في شمعي بن جيرا إلا أن الله سمح بإذلاله على لسانه. أما أبيشاي فلم يرَ إلا الرجل وأراد أن يعاقبه على فعلته. مثل بطرس الذي أراد الدفاع عن سيده عندما أرادوا القبض عليه، فكان بطرس وأبيشاي يعيشان على الأمور المنظورة، أما يسوع فكان متمتعاً بكمال الخضوع لإرادة الآب ولذا قال « الكأس التي أعطاني الآب ألا أشربها »
(يو11:18)
. وهذا الخضوع هو الذي أعطاه القوة لاحتمال كل شيء لأنه رأى يد الله وراء الستار - رأى اليد التي ملأت الكأس فلم يكن يهم السيد؛ مَنْ قدمها له ليشربها - يهوذا أم هيرودس أم قيافا أم بيلاطس، وقد دعاها « كأس الرب ». وهذا نفس ما نراه في داود، فإنه ارتفع عن شمعي بن جيرا ونظر إلى الله بقدم حافية ورأس مُغطاة وقلب كسير حتى قال « الرب قال له سب داود ».
ماكنتوش
|
إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:
يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة