السبت 29 يناير - كانون الثاني - 2000

ما حبيبك من حبيب؟


« ما حبيبك من حبيب أيتها الجميلة بين النساء؟ ما حبيبك من حبيب حتى تحلفينا هكذا »؟ (نش9:5)

هذه شهادة عجيبة جداً، وسرها وقوتها في القلب الملآن بالحبيب. وهذا هو سر القدرة على الشهادة للمسيح. أولاً؛ التعرف به، ثانياً؛ الامتلاء به والشعور بمحبته ونعمته وكماله. وهذه هي الخمر التي تنساب في الجسم وتجعل شفاه النائمين تتكلم.

ثم دعنا نلاحظ هذه الأمور الثلاثة:

أولاً: تأثير شهادة العروس التي فعلت فعلها في بنات أورشليم، فقمن يطلبن الحبيب معها. وهى نظير شهادة يوحنا المعمدان الذي نظر إلى يسوع وهو يمشى، فقال وقلبه فائض بالإعجاب « هوذا حَمَل الله » فانجذب تلاميذه وراء مَنْ شهد عنه معلمهم. وهكذا صديقات العروس انجذبن وراء الحبيب بدون مقاومة من تأثير شهادتها عنه. ولا شيء يؤثر في النفوس مثل شهادة القلب الممتلئ من الروح القدس.

ثانياً: قد كمل رَّد نفس العروس. فبعد أن جذبها سؤال بنات أورشليم، وابتدأت تتريث في التأمل في جمال حبيبها، تأثرت نفسها وانتعشت عواطفها واتقدت أشواقها، وميزت للوقت أين يوجد حبيبها وتمكنت من أن تُخبر صديقاتها عن مكانه. « حبيبي نزل إلى جنته إلى خمائل الطيب ليرعى في الجنات ويجمع السوسن ». انتفى الشك وغاب الحزن وقالت في فرح لا يُنطق به « أنا لحبيبي وحبيبي لي. الراعي بين السوسن ». وليراعى القارئ هذا الأسلوب الإلهي في رَّد النفس متى وقعت في حالة البرود والجمود، وصارت تشكو الحاجة إلى النشاط الروحي. على النفس أن تتأمل في كمالات المسيح المتنوعة ومحاسنه العديدة كما هي مُعلنة في الكلمة. وفيما هي تتأمل فيمن هو لها، لتتحدث النفس مع الآخرين عن جماله وجاذبياته، وحالاً تشعر أن القلب قد توهج بالعواطف المضطرمة فتعود إلى السعادة في محضره وفى محبته.

ثالثاً: متى تم رَّد النفس، يعود العريس ليحدِّث عروسه عن كرامتها في عينيه وتقديره لمحبتها، وقصارى القول، تعود شركة المحبة مرة أخرى بعد رَّد النفس.

يا ليت كاتب وقارئ هذه السطور لا يرتضيان بشيء أقل من الشركة الثابتة في محبة المسيح.


 

ادوارد دينيت

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS