الأربعاء 19 يناير - كانون الثاني - 2000

الملاءة العظيمة


« فرأى السماء مفتوحة وإناء نازلاً عليه مثل ملاءة عظيمة ....وكان فيها كل دواب الأرض... ثم ارتفع .. إلى السماء » (أع11:10،16)

إن الرؤيا التي رآها بطرس لها مدلول خاص، فهي تحكى لنا كيف أن الله يستطيع أن يطهر ما هو بالطبيعة نجس، فنحن نرى فيها صورة الإنجيل وبشارة النعمة، التي أتت من السماء المفتوحة، والتي حوت بين ثناياها الكثيرين، ومنهم الأمم الذين حسب الطقس اليهودي هم نجسون، فهي نعمة أتت من السماء متجهة إلى جميع سكان الأرض، ولفترة محدودة، وبعد ذلك تعود إلى السماء حاوية في ثناياها كل مَنْ دخلوا إليها في زمان النعمة أو في سنة الرب المقبولة.

كانت والدتي تحكى لي اللحظات الأخيرة في حياة والدي قبل أن يرقد، وكان دائماً يكرر هذه العبارة « ملاءة عظيمة ... مُدلاة إلى الأرض ... فيها كل دواب الأرض والوحوش و ... و ... »، وكانت الذاكرة تخونه، فلا يلبث أن يكرر نفس العبارة ثانية وثالثة ولا يستطيع أن يذكر كل المخلوقات التي احتوتها الملاءة، وهنا انحنى أحد الاخوة على أذن أبى قائلاً: يا جون، إن باقي الآية تقول « والزحافات » وهنا كاد والدي يستفيق، فقال نعم « زحافات »، هكذا كنت أنا، لقد زحفت ودخلت إلى دائرة النعمة، إني فقير لا أصلح لشيء، أنني مثل « الزحافات » ولكنى زحفت ودخلت، لقد خلصت بالنعمة.

أخي القارئ، أختي القارئة، ليس مهماً مستواك الاجتماعي، حتى لو كنت ممن يُنظر إليهم أنهم « على هامش المجتمع »، مهما كانت حالتك لا يُرجى منها، مهما كانت حالتك رديئة في نظر الناس أو في نظر نفسك، مهما كانت درجة فسادك، فإن هذا الإناء الذي على شكل ملاءة قد نزل من السماء خصيصاً لك. إذا وثقت في المسيح لخلاص نفسك، فأنت مهيأ لأن تزحف وتدخل إلى ملاءة النعمة، فتعود إلى السماء مستمتعاً بالمجد وتكون السماء هي مكانك.

كما أنـا آتــى إلـــى فادى الورى مستعجلاً
إذ قلت نحوي أقبلا يا حَمَــل اللــه الوديـــع
يــارب إنــــي آثـــــمٌ فليغسلـن قلبـي الـــدمُ
إنـــي إليـــك أقـــدمُ يا حَمَـل اللـــه الوديــع


 

أيرنسايد

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS