قال المسيح الحي: الحق الحق أقول لكم من يؤمن بي فله حياة أبدية

26

دهور الأبدية. السؤال

نقف مرة ثانية على أعتاب العهد الجديد. نقف لنتأمل في نقطة على جانب عظيم من الأهمية بالنسبة للموضوع الذي نحن بصدده. فهناك من يتساءلون عما إذا كان لدينا كلمة في الكتاب تعبِّر عن الأبدية بمعناها المعروف عندنا. والواقع أن هذه نقطة قد تناوله بالبحث كثيرون من العلماء والدارسين الذين تخصصوا في دراسة اللغات وما يرتبط بها من أصول الصرف والاشتقاق. ونحن لا نرفض الإفادة مما يقدمه لنا هؤلاء العلماء من عون في هذه الناحية، وإن كنا في الواقع نستمد الجواب السليم من مصدره الواحد السديد وهو كلمة الله نفسها.

(وهنا دخل المؤلف في مناقشة لغوية خاصة بمفهوم الكلمات الأصلية الدالة على الحياة والزمن والدهر كما وردت في مؤلفات فلاسفة الإغريق القدماء أمثال أرسطو وأفلاطون وهيوميروس وسوفوكليس وهيرودتس وزينوفون وغيرهم، وكما تناولها بالدرس والمقارنة فلاسفة محدثون وأخصهم الدكتور بيتشر الذي تتبع أصل الكلمات وتطورها).

انتقل المؤلف بعد ذلك إلى الترجمة السبعينية للكتاب وهناك - بطريق المقارنة أيضاً - يطالعنا بالتعبيرات الدالة على الأبدية. ومع أن العهد القديم كما رأينا يعطينا بصفة عامة ظلال الأمور الأبدية، ومن طبيعة الظلال العبور والزوال، إلا أنه لم يخل من التعبيرات الدالة على النهائية، وله في ذلك طريقته الخاصة. فهناك نجد الروح القدس يستخدم عبارة «إلى الدهر» وإذ يجدها غير كافية للتعبير عن اللانهائية المطلقة يضيف إليها كلمة أخرى قائلاً «إلى الدهر والأبد». وهي كلمة معناها في الأصل "وما بعده" (and yet) فكأنه يقول "إلى الدهر وما بعده" مدللاً بذلك على وجود زمن فيما وراء الدهر. وترد هذه العبارة حوالي 14 مرة في العهد القديم. ويلاحظ أنه في جميع هذه المواضع وردت العبارة في اللغة العربية «إلى الدهر والأبد» فيما عدا دانيال 3:12 حيث تُرجمت «إلى أبد الدهور» وهو نفس المعنى.

آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص

حقوق النشر مفصلة في صفحة بيت الله الرئيسة

جميع الحقوق محفوظة © 1998-2005 لموقع بيت الله.كوم راجع اتفاقية استخدام الموقع.