قال المسيح الحي: الحق الحق أقول لكم من يؤمن بي فله حياة أبدية

19

الهلاك ومرادفاته

(ا)

في العهد القديم

أساس ما يزعمه الفنائيون من أن الموت فناء يأتون بعدد من الفصول الكتابية ذات التطبيق المختلف كل الاختلاف ليفسروا بها «نهاية الأشرار» مثال ذلك:

هلاك المذنبين والخطاة يكون سواء» (إش 28:1) - الذي يعني تطهير المدينة المقدسة في الأيام الأخيرة.

افرزهم كغنم للذبح، وخصصهم ليوم القتل» (إر 3:12) - الذي يعني أيضاً إجراء الدينونة في الأرض.

يكثر قتلى الرب .. يخرجون ويرون جثث الناس الذين عصوا علىَّ» (إش 16:66، 24) - الذي يعني هلاك أعداء شعب الرب.

* «يهدمهم ولا يبنيهم» (مز 5:28).

* «لأن الأشرار يهلكون. فنوا. كالخان فنوا» (مز 20:37).

* «أما الأشرار فيبادون جميعاً. عقب الأشرار ينقطع» (مز 38:37).

* «يستأصلك من أرض الأحياء» (مز 5:52) - مشيراً إلى "دواغ الأدومي".

* «ليمحوا من سفر الأحياء» (مز 28:69).

* «يفتح عينيه ولا يكون» (أي 19:27).

هذه الاقتباسات يستخدمها الفنائيون لتعزيز نظريتهم الشيطانية ولكن ولا واحدة منها يمكن البرهنة على أنها تشير إلى دينونة الأشرار النهائية. فليحاول هذا أي واحد منهم إن استطاعوا إلى ذلك سبيلا.

كذلك هم يستخدمون الكلمات العبرية المنفصلة ويطبقونها جميعاً على الموت. ولكن إذا كان الموت لا يعني الفناء فبالتالي مترادفاته. وهكذا إذ يتزحزح الأسـاس ينهـار البناء انهياراً كاملاً.

*

 

فأولاً كلمة أباد (abad) أو أهلك:

وهنا يقابلنا نص سبقت الإشارة إليه في إشعياء 1:57 «باد الصديق» ومع ذلك فهذا الصديق «يدخل السلام» كما يخبرنا العدد التالي مباشرة. فهل معنى هذا أنه يفنى؟ إنها نفس الكلمة (العبرية) التي يستخدمها العهد القديم للدلالة على الخروف «الضال» (مز 176:119؛ إر 6:50؛ مز 4:34، 16).

 

والكلمة الثانية هدم (haras):

يقولون إنها: "كثيرة الاستعمال للدلالة على العقاب النهائي"، والواقع أن هناك نصاً واحداً قد يظنونه موافقاً لوجهة نظرهم ولكنه لا يعني الحالة الأبدية على الإطلاق وهو مزمور 5:28، «لأنهم لم يتنبهوا إلى أفعال الرب، ولا إلى أعمال يديه، يهدمهم ولايبنيهم».

 

أما الكلمة الثالثة تزاماث (tzamath):

فهي الكلمة المستخدمة في مزمور 129:119 «أهلكتني غيرتي» وفي مزمور 16:88 «أهوالك أهلكتني». و من المستحيل التدليل على أن الكلمة هنا تعني الدينونة النهائية.

 

والكلمة الرابعة شاماد (shamad):

يزعمون أنها تعني قطعاً "الفناء الكامل" حتى أنهم يعتبرونها ولا شك أقوى كلمة في قائمة مترادفاتهم. ولكن الواقع أننا نجد الكلمة مستخدمة لوصف اللعنة التي تحل بإسرائيل تحت العقاب الذي لا زالوا يئنون تحته كأمة، وهذا العقاب بطبيعة الحال ليس "فناءً كاملاً" كما يدل على ذلك الفصل الكتابي الواردة فيه هذه الكلمة الإضافية إلى الواقع المحسوس. وها هو النص «أيضاً كل مرض وكل ضربة لم تكتب في سفر الناموس هذا، يسلطه الرب عليك حتى تهلك. فتبقون نفراً قليلاً .. الخ» (تث 61:28، 62). أي أنه ليس "فناء تاماً" على الإطلاق.

يضاف إلى هذا في الأصحاح الثلاثين «ومتى أتت عليك هذه الأمور، البركة واللعنة، اللتان جعلتهما قدامك، فإن ردَدْت في قلبك .. ورجعت إلى الرب إلهك .. يرد الرب إلهك سبيك» (تث 1:30 - 3).

فهنا نرى الرجوع القومي موصوفاً ومُتنبأ به بعد ما يسميه أصحابنا: "الفناء الكامل"! والواقع أن هذا الجزء من سفر التثنية هو المكان الوحيد في كل الكتاب الذي فيه نجد الكلمة التي نحن بصددها مستخدمة بوفرة ملحوظة. فنجدها في أصحاح 20:28، 24، 45، 51، 61 مترجمة «تهلك» وفي 63 «يفنى» ومع ذلك فإن هذه النبوة بالذات تدل على أنه ليس "فناءً كاملاً" على الإطلاق.

كذلك نجد الكلمة عينها مستخدمة في دانيال 26:9 عن المسيح الذي «يُقطَع» .. فليقل لنا الفنائيون ما المقصود بهذا؟

 

وأخيراً الكلمة التالية، ناثاتز (nathaiz):

تستخدم مرة في المزمور الذي يُستَدل من عنوانه على أن موضوعه "داوغ الأدومي" (مز 5:52) «أيضاً يهدمك (يهلكك) الله إلى الأبد. يخطفك ويقلعك من مسكنك (خيمتك)، ويستأصلك من أرض الأحياء». فالمقصود هنا الموت تحت دينونة الله وقضائه العادل.

*

نعم، ليس هناك من دليل واحد على أن هذه الكلمات تشير إلى القصاص الأبدي. وإلى أن يقوم هذا الدليل فمن حق كل متعلم في مدرسة الله أن يرفض أي تطبيق ينتحله جماعة الماديين لتبرير نظريتهم التي تفترض أن من الحقائق التي لا تنكر ولا تدحض ولا يمكن أن يرقى إليها الشك أن هدم إنسان وهدم حائط أمران متساويان لا فرق بينهما على الإطلاق! فإذا لم يكن الموت فناء، كما هو بالحقيقة ليس كذلك - وإذا كانت النفس خالدة (ولو بغير استقلال بل بإرادة خالقها) كما هي بالحقيقة كذلك - إذن فنظرية الماديين قد انهارت إلى الأبد وحق عليها الزوال إلى غير رجعة.

ولكن لا بد لنا من متابعتهم إلى العهد الجديد.

آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص

حقوق النشر مفصلة في صفحة بيت الله الرئيسة

جميع الحقوق محفوظة © 1998-2005 لموقع بيت الله.كوم راجع اتفاقية استخدام الموقع.