قال المسيح الحي: الحق الحق أقول لكم من يؤمن بي فله حياة أبدية

14

شأول، والهاوية، والفردوس

Sheol, Hades, Paradise

الآن فيما هو في الواقع نقطة ثانوية ولكنها تساعد على إعطاء صورة كاملة للتعليم الكتابي الذي نحن بصدده بشأن خلود النفس.

إن كلمة «الهاوية» ترد كما سبق ورأينا في قصة لعازر والرجل الغني. والكلمة المرادفة لها في العهد القديم هي شأول. أما كلمة «الفردوس» فنجدها في جواب الرب للص التائب على الصليب وفي 2كورنثوس 12 حيث يخبرنا الرسول أنه يعرف إنساناً في المسيح اختطف إلى الفردوس.

ويكاد يتفق الكتّاب الماديون من جماعة الفنائيين في ترجمة هذه الكلمات الثلاث. فكلمة الهاوية عندهم (وبالطبع كلمة شأول) معناها القبر. أما الفردوس فهو عند أغلبهم مكان البركة في الأرض الجديدة، وبالتالي لا علاقة له بحالة متوسطة (بين الموت والقيامة) ولا وجود له في الوقت الحاضر حتى يمكن أن يُؤخَذ أحد إليه. والبعض منهم ينشق على هذا الرأي قائلاً إن الفردوس مكان في السماء وهم في هذا كتابيون أكثر من أولئك الذين يخالفونهم الرأي وإن كانوا يرحبون بهم باعتبارهم شركاء لهم في هذه القضية.

ولنبدأ بكلمة شأول. إنها كلمة تبدو مشتقة كما يدل ظاهرها من كلمة "شأل" أو "سأل" (لأن الشين في العبرية تقابلها السين في العربية كما في كلمة شالوم ومعناها سلام أو شاليم ومعناها ساليم وهكذا) والمقول بصفة عامة إنها تستمد معناها من طبيعة الموت الذي لا يشبع فهو دائماً "يسأل" أو يطلب ضحاياه. ويعلل آخرون هذا المعنى بما يبدو على الأقل مساوياً لهذا التعليل من حيث درجة الترجيح وهو أنه مستمد من طبيعة الموت منظوراً إليها من زاوية أخرى وهي زاوية جهل الناس به وبالتالي زاوية "التساؤل" عنه كما في أيوب 10:14 «الإنسان يسلِّم الروح، فأين هو؟».

والمعترف به بصفة عامة أن كلمة شأول مرادفة لكلمة الهاوية، ومعناها، كما يبدو من مصدر اشتقاقها المرجح الوحيد، هو "غير المنظور" - أو العالم غير المنظور كما يقول الناس أحياناً. وهي في اللغة اليونانية العادية hades تنطبق على منطقة أرواح الراحلين، وهو انطباق يتفق مع المفهوم الفريسي لهذه الكلمة كما تشهد بذلك المقالة المنسوبة إلى المؤرخ يوسيفوس سواء أكانت هذه النسبة إليه صحيحة أم غير صحيحة. وهذا يقابله تماماً الاستعمال الكتابي لكلمة الهاوية في لوقا 16 (قصة لعازر والرجل الغني). وقد رأينا في مقال سابق أنه كان من المستحيل أن يستخدم الرب مجرد عقيدة خرافية أو وثنية تتعلق بوجود أرواح الراحلين بعد الموت (مؤمنين وغير مؤمنين) بدون أية إشارة أو تعليق إلا إذا كانت تعبِّر عن الحقيقة الواقعة، بل إن بولس أيضاً يعلن نفسه فريسياً في هذه النقطة وأمثالها. وهذه هي عقيدتنا التي لن يستطيع أي اتهام لنا بالوثنية أو الفريسية أن يزحزحنا عنها قيد أنملة. إنه لا العقيدة الوثنية ولا الفريسية كانت صحيحة في هذه النقطة ولكن العقيدة الفريسية كانت على الأقل أكثر استقامة من الفلسفة الصدوقية التي تتفق معها عقيدة الفنائيين في نقاط كثيرة.

أما كلمة «الهاوية» فمعناه أوسع كما رأينا وكما سيتجلى لنا في سياق تأملاتنا. ولكن إن جاز استخدام هذه الكلمة مجازياً في مجالات أخرى إلا أنها في علاقتها بالإنسان ليس لها إلا معنى واحداً لا تحيد عنه إطلاقاً. وهذا المعنى ليس هو القبر أبداً، كما يزعمون، ولو أنه من الطبيعي جداً استعارة القبر للتعبير عنها مجازياً. ومع ذلك فهي دائماً متميزة عنه في علاقتها بالنفس كعلاقة القبر بالجسد. وذلك واضح من التعبير المعروف الذي يربط دائماً بين الاثنين «الموت والهاوية» لأننا في القول «وسلّم الموت والهاوية الأموات الذين فيهما» (رؤ 13:20) نجد الموت يقف بطبيعة الحال مرتبطاً بالجسد الميت في حين تقف الهاوية - العالـم غير المنظور - مرتبطة بالنفس أو الروح. وكذلك الاقتباس الخاص بالسيد له المجد في أعمال 27:2 «لن تترك نفسي في الهاوية» يشير إلى النفس في حين يشير الجزء الباقي «ولا تدع قدوسك يرى فساداً» إلى الجسد. وهكذا يميز بينهما الرسول بطرس في تفسيره للاقتباس المبارك قائلاً «إنه لم تُترك نفسه في الهاوية ولا رأى جسده فساداً».

هذا يوضح ثمانية من الأحد عشر فصلاً الواردة فيها كلمة الهاوية في العهد الجديد. أما الثلاثة الباقية فأولها متى 18:16 «وأبواب الجحيم لن تقوى عليها». هذه في الواقع لا تتضمن أية صعوبة فهي على الأرجح مستعارة من إشعياء 10:38 حيث نجد «أبواب الهاوية» أو «شأول» والفصلان الباقيان هما في الحقيقة واحد «وأنت يا كفر ناحوم المرتفعة إلى السماء! ستُهبَطين إلى الهاوية» (مت 23:11؛ لو 15:10).

أما استعمال كلمة "شأول"، ولو أنه شبيه بهذا، إلا أنه غامض بعض الشيء. وهذا راجع إلى طبيعة العهد القديم التي لاحظناها وأشرنا إلى أسبابها ومبرراتها. ومن الطبيعي جداً أن يجد الماديون فيها فرصتهم ويستخدمونها لأغراضهم - كما يفعلون - ولو أنهم لا يصيبون من ورائها نجاحاً يذكر. وها نحن نشير في إيجاز إلى فصول العهد القديم التي وردت فيها كلمة "شأول". فقد رأينا مزمور 10:16 يقتبسه الرسول ويطبقه ويفسره. ويتحدث يعقوب عن نزوله نائحاً إلى الهاوية (شأول) إلى ابنه يوسف (تك 35:37). وهذه العاطفة طبعاً تفقد كل قوتها لو كان معناها النزول إلى الفناء. وإذا قارنا هذه العبارة بكلمات داود المماثلة بشأن ابنه «أنا ذاهب إليه وأما هو فلا يرجع إلىّ» (2صم 23:12) فإن حقيقة الوجود فيما وراء القبر تتجلى واضحة وبقوة عظيمة.

كذلك نجد تعبيرات مثل «أعماق الهاوية» (أم 18:9) و «الهاوية السفلى» (مز 13:86؛ تث 22:32) - حيث يقال في الفصل الأخير في تثنية أن نار غضب الله تتقد إليها. ثم في عاموس 2:9 «ولو نقبوا إلى الهاوية» الأمر الذي يدل على أن القبر لا يمكن أن يكون هو الأمر كله هناك. وهكذا حتى في شأول أو الهاوية لا يوجد مهرب من حضرة الله (مز 8:139) «إن فرشت في الهاوية فها أنت!» - فهل يمكن أن يكون هذا فناء أو عدم وجود؟

يقيناً أنه سيُلتمس لنا العذر إن نحن لم نتتبع بدقة أقوال أولئك الذين أتعبوا أنفسهم محاولين ببحوث ودراسات علمية إثبات أن شأول (أو الهاوية) هي «مسكن الغنم الميت»، أو «موضع عظام الناس» أو «أسلحة الحرب»! أما عن الأمر الأول: فهناك نص واحد يأتونك به وهو الوارد في مزمور 14:49 حيث يقال «مثل الغنم للهاوية يساقون». وعن الثاني: يأتونك بنص وارد في مزمور 7:141 حيث يقال «تبددت عظامنا عند فم الهاوية» الأمر الذي يؤكد لنا حسب زعمهم أن «عظام الموتى ترسل بالموت إلى الهاوية»! في حين يؤكد صاحب المزمور العكس إذ يقول واضحاً أن العظام خارج الهاوية. أما عن الأمر الثالث: فإن منهم من يتخذ التشبيه الوارد في حزقيال 27:32 للتدليل على أن الناس ينزلون إلى شأول (أو الهاوية) بأسلحة حربهم وبسيوفهم موضوعة تحت رؤوسهم! ولو أخذنا بمنطقهم فإننا نقول إنه إذا كان يعقوب يتحدث عن النزول بشيبته نائحاً إلى الهاوية فإنه يتحتم علينا الإيمان بأن الهاوية هي مسكن الشعر الشائب! وهكذا قورح وجماعته ينزلون أحياء إلى الهاوية إذ ابتلعتهم الأرض أحياء وهذا عندهم دليل قاطع على أن أجساد الناس تذهب إلى الهاوية!

إن الوقت يعوزنا لنتتبع هذه الخيالات والأوهام. فلنمر عليها مرَّ الكرام. وإنما نحن نؤكد مطمئنين أن الشعور والوعي في الحالة المتوسطة بين الموت والقيامة هما نصيب النفس استناداً على النصوص الكتابية التي تأملنا فيها، وإذا كانت النفس هي كائن حي مستقل عن مجرد الجهاز الجسدي فإنه لا يمكن أن يكون هناك أدنى شك في أن الهاوية ليست هي القبر. كما أنه لا يوجد أدنى شك في أنها ليست العدم أو الفناء.

والقول إننا نجعل الهاوية «أرض الأحياء» بجعلنا إياها مكان استقبال نفوس الناس بعد الموت لا يحقق هدفاً، فإن جوابي على ذلك هو أنه وإن كان حقاً أن أرواح الأموات حية إلا أنها مع ذلك أرواح الأموات، ونحن بالضرورة وبالحق نتكلم عن الهاوية باعتبارها مسكن الأموات فهم عندنا أموات، وإن كانوا موجودين ولم يفنوا، وعند الله أحياء.

إن شيئاً واحداً يمكن اعتباره منطوياً على صعوبة حقيقية فيما يتعلق بالهاوية (وهو المرتبط بحادثة قورح) وهذه سنعالجها بعد التأمل قليلاً في الكلمة الثالثة:

«الفردوس». إن الأهمية العظمى التي لكلمة «الفردوس» في الموضوع الذي نحن بصدده مستمدة من استخدام سيدنا لها في جوابه للص التائب «الحق أقول لك (إنك) اليوم تكون معي في الفردوس»

ونحن نعرف طريقتهم في معالجة هذا النص وذلك بتغيير مقاطعه حسب هواهم. فهم يريدوننا أن نقرأه هكذا: "الحق أقول لك اليوم (إنك) تكون معي في الفردوس" أعني "اليوم، يوم تواضعي هذا، أقول لك" ولكن ترتيب الكلمات في النطق الكريم ضدهم على طول الخط. فلو أن النبرة كانت على كلمة اليوم كما يزعمون لكان مكانها في أول الكلام قبل الفعل كما هو الحال في الأمكنة التالية في الأصل اليوناني (مت 3:16؛ مر 30:14؛ لو 5:19، 9؛ أع 33:13؛ عب 7:3، 15). أضف إلى هذا أن الرب يجيب على طلبة فيها وقت يريد اللص أن يُذكر فيه. فقد قال «اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك». وكأن الرب يجيبه "لن تنتظر حتى ذلك الوقت. إنك اليوم تكون معي". هذا هو السبب البسيط المعقول لتحديد الوقت. «اليوم»، وليس فقط متى جئت، «تكون معي في الفردوس».

قيل أيضاً "هذا اليوم" (هكذا يترجمون كلمة اليوم) معناه يوم المسيح القادم. كذلك يقولون إن الفردوس هو في الأرض الجديدة ولذلك فهو غير موجود الآن، وهذا بالطبع معناه استبعاد هذا النص الكريم من أي تعليم خاص بالحالة المتوسطة.

والآن أذكر في إيجاز ما يتضمنه الكتاب عن الفردوس: «الفردوس» كلمة شرقية معناها بستان أو متنزه أو «أرض مسرة» والكلمة العبرية المقابلة لها "باردس" Parades وردت فقط في نحميا 8:2؛ جامعة 5:2؛ نشيد الأنشاد 13:4 وهي ليست الكلمة المستعملة في سفر التكوين للتعبير عن جنة عدن التي يُعبَّر عنها هناك بالكلمة العبرية العادية القريبة في لفظها من كلمة جنة gan غير أن الترجمة السبعينية تستعمل هنا كلمة "باراديسوس" paradeisos وهي الكلمة التي تستعملها هذه الترجمة باستمرار للتعبير عن جنة عدن أو جنة الله إلا في مكان واحد حيث تستعمل كلمة جنة العادية. وما من شك في أن استعمال العهد الجديد للكلمة "باراديسوس" مشتق من استعمال للترجمة السبعينية لها وإن كنا سنرى كما هو الحال في معظم الأحيان - أن كلمة العهد القديم «فردوس» تترقى في العهد الجديد كما هي العادة إلى معنى أسمى، فالرمز في العهد القديم يصبح المرموز إليه في العهد الجديد، «ظل الخيرات العتيدة»، يضيء بلمعان وهاج فيصبح الحقيقة بعينها. وقد وردت هذه الكلمة الجميلة ثلاث مرات فقط في العهد الجديد:

 

لوقا 43:23 «اليوم تكون معي في الفردوس»

 

2كورنثوس 4:12 «أنه اختطف إلى الفردوس»

 

رؤيا 7:2 «شجرة الحياة التي في وسط فردوس الله»

ونلاحظ أن ذكر شجرة الحياة في المرة الثالثة الأخيرة مرتبط بطبيعة الحال بأورشليم السماوية التي يجيء وصفها فيما بعد، وهي على الأقل، ليست الأرض الجديدة، مهما كان ارتباطها بتلك الأرض.

والنص الثاني يتحدث عن الفردوس باعتباره موجوداً الآن، لأن بولس اختطف إليه، أفي الجسد أم خارج الجسد ليس يعلم حتى وهو يكتب تلك الأقوال وبديهي أنه إذا كان بولس يرى إمكانية خطفه إلى الفردوس جسدياً فمعنى هذا أنه كان يؤمن أن الفردوس مكان قائم فعلاً، أما الحجة بأنها كانت مجرد رؤيا فلا تستطيع أن تقف على قدم هنا. إن الرؤى أو المناظر هي الأشياء التي رآها هناك وليس الفردوس أو السماء الثالثة.

ولكنه يقال إن هذا الفردوس لا يمكن أن يكون جزءاً من الهاوية وأن الناس تبعاً لذلك مضطرون إلى الافتراض أن هناك فردوسين! إن الحقيقة هي أنه فردوس واحد لا ثاني له في كل الكتاب ولكن مرجع الصعوبة هي أن الناس يدرسون لاهوت العلماء الربانيين أكثر من دراستهم للكتاب. إن المعروف والمعترف به من الجميع هو أن "هادس" أو الهاوية ليس معناها سوى "غير المنظور" وأنها لا تعني مطلقاً مكاناً محدداً. إن محاولة تحديدها بمكان هو سبب ارتباك وتشويش أفكار الناس بشأنها. هذا هو كل ما هنالك.

ولكنهم يقولون أليست "هادس" أو الهاوية في «قلب الأرض»؟ ولماذا؟ لأن الأرض ابتلعت قورح وجماعته والبرهان على ذلك أنهم «هبطوا أحياء إلى الهاوية» كما يقول الكتاب في سفر العدد 3:16، وألا يكون من حقنا - إذا سرنا وراء هذا المنطق - أن نقول إن الهاوية هي بطن الحوت لأن يونان يقول إنه صرخ «من جوف الهاوية»؟ إن فكرة "الغير المنظور" الغامضة تأبى بالضرورة مثل هذا التحديد المكاني. صحيح أنه كان سائغاً وطبيعياً قبل أن يجيء الإعلان الكامل عنها في العهد الجديد أن يُستعار خيالها من ذلك القبر الذي كانت ترتبط به بالضرورة في مخيلة الناس وأذهانهم ومن هنا كان تصورهم لها بأنها "تحت" أو أسفل بحيث أن النفوس تنزل إليها أو تصعد منها.

أضف إلى هذا أن هذا التصور فيه جانب كبير من الحقيقة وله ما يبرره. وذلك لأن الهاوية هي في الواقع نزول من مركز الإنسان وانحطاط وهبوط من مكانه الطبيعي على الأرض.

أما العهد الجديد فيرفع من أمام المؤمن برقع "غير المنظور". إنه ينطلق ليكون مع المسيح، والمسيح ليس في قلب الأرض. بل إن نفس اسم الهاوية يكاد يختفي ولا يبقى له أثر في قاموس المؤمن. وهكذا نرى المشهد الرائع الجميل في صليب ربنا ومخلصنا يسوع المسيح حيث يبدأ البرقع في الانقشاع بقوة ويقين. وهناك نسمع الكلمة الخالدة «اليوم تكون معي في الفردوس» تبدد ظلمة وغموض أقوال العهد القديم. ويا له من أمر محزن حقاً أن يرفض الناس ما يأتيهم به الإعلان الجديد من تعزية ونور وإشراق ويتشبثون بالظلمة التي لا مكان لها أمام الإيمان.

هذا وقول الرب بعد قيامته إنه «لم أصعد بعد إلى أبي» لا يتعارض مع فكرة وجوده في الفردوس في الحالة المتوسطة (بين موته وقيامته)، وذلك لأن «الصعود» شيء آخر غير انطلاق الروح إلى الله. إنه مرتبط بالنصرة على الموت وليس بالخضوع له. فداود لم يصعد طالما بقي جسده في القبر. وكم هو من اليسير في حالة الرب أن نرى الفرق الذي لا يعبَّر عنه! إن انطلاق الروح كان الشهادة على الخضوع للموت في كامل حقيقته في حين كان الصعود الشهادة على قبول ذلك العمل الكفاري المجيد وعلى أن الإنسان كإنسان قد انتقل إلى مكانه الجديد عند الله ومع الله.

آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص

حقوق النشر مفصلة في صفحة بيت الله الرئيسة

جميع الحقوق محفوظة © 1998-2005 لموقع بيت الله.كوم راجع اتفاقية استخدام الموقع.