آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص

  قريب على الأبواب

آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص

الفصل السادس

ماذا سيحدث في السماء بعد اختطاف المؤمنين؟

يقول الرب ليوحنا الرائي «اصعد إلى هنا فأُريك ما لابد أن يصير بعد هذا(أي بعد انتهاء الكنيسة على الأرض واختطافها إلى السماء)» (رؤ1:4).

1- المفديون على عروشهم حول عرش الله

وأول منظر يُريه إياه هو منظر مجيد: منظر المؤمنين المختطفين (وهم قديسو العهدين القديم والجديد) جالسين على عروش حول عرش الله، وهم متسربلون بثياب بيض، وعلى رؤوسهم أكاليل من ذهب، ولهم كل واحد قيثارات وجامات من ذهب، وهم يترنمون ترنيمة جديدة قائلين «مستحق أنت... لأنك ذُبحت واشتريتنا لله بدمك من كل قبيلة ولسان وشعب وأمة، وجعلتنا لإلهنا ملوكاً وكهنة فسنملك على الأرض» (رؤ9:5-انظر ص4:4).

ففي فترة السبع السنين، التي يكون فيها ضيق على الأرض إذ ينصب عليها غضب الله وتقع عليها ضربات الختوم والأبواق والجامات، يكون المؤمنون وقد تحقق رجاؤهم وجاءهم العريس وأخذهم إليه إلى بيت الآب؛ يكونون في أسعد وأمجد حال، لابسين مسكنهم الذي من السماء على صورة جسد مجد المسيح، وقد دخلوا راحتهم إذ انتهى جهادهم وتعبهم، وجلسوا على عروشهم، ووصلوا إلى كمال المعرفة وكمال الفرح. وفي الوقت الذي فيه تصعد من الأرض أصوات الصراخ والعويل وزفرات الحسرة والألم، يترنم المفديون في السماء على قيثاراتهم الذهبية ترنيمتهم الجديدة في منتهى القوة والغبطة لتمجيد الحمل وتسبيحه. بعد ذلك يأتي وقت المحاسبة.

2- كرسي المسيح

نعلم من كلمة الله أنه لا شيء من الدينونة على الذين هم في المسيح يسوع (رو1:8)، إذ قال الرب بفمه الكريم «من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية ولا يأتي إلى دينونة» (يو24:5)؛ وذلك لأن كل الدينونة المستحَقة عليهم قد حملها المسيح على الصليب كنائب وبديل عنهم.

ولكن نعلم من الكتاب أنه، وإن كانت لا توجد دينونة على المؤمنين، ولكن يوجد حساب لابد أن يعطوه عن أنفسهم وعن خدماتهم أمام كرسي المسيح. وقد أشار الرب إلى هذا المبدأ بقوله «وبعد زمان طويل أتى سيد أولئك العبيد وحاسبهم. فجاء الذي أخذ الخمس وزنات وقدم خمس وزنات أخر قائلاً يا سيد خمس وزنات سلمتني. هوذا خمس وزنات أخر ربحتها فوقها فقال له سيده نعماً أيها العبد الصالح والأمين كنت أميناً في القليل فأقيمك على الكثير ادخل إلى فرح سيدك» (مت19:25-21)، وأيضاً «فمن هو العبد الأمين الحكيم الذي أقامه سيده على خدمه ليعطيهم الطعام في حينه. طوبى لذلك العبد الذي إذا جاء سيده يجده يفعل هكذا. الحق أقول لكم أته يقيمه على جميع أمواله» (مت45:24-47، لو42:12-44).

وقد وردت عبارة «كرسي المسيح» بالذات في رومية10:14 «وأما أنت فلماذا تدين أخاك؟ أو أنت أيضاً لماذا تزدري بأخيك؟ لأننا جميعاً سوف نقف أمام كرسي المسيح» ثم يقول «فإذاً كل واحد منا سيعطي عن نفسه حساباً لله» (ع12). ووردت أيضاً في 2كورنثوس10:5 حيث نقرأ «لأنه لابد أننا جميعاً نُظهَر أمام كرسي المسيح، لينال كل واحد ما كان بالجسد بحسب ما صنع؛ خيراً كان أم شراً»؛ أما الخير فيناله المؤمنون عند ظهورهم أمام كرسي المسيح للمجازاة قبل الظهور، وأما الشر فيناله الأشرار عند وقوفهم للدينونة أمام كرسي المسيح (بصفته العرش العظيم الأبيض في النهاية بعد ملك الألف سنة). وقد وردت إشارات كثيرة في العهد الجديد عن المجازاة وإعطاء الأجرة والأكاليل للمؤمنين بحسب أتعابهم وخدماتهم، نذكر منها فضلاً عن الآيات السابق ذكرها ما يأتي: «فعمل كل واحد سيصير ظاهراً لأن اليوم سيبيّنه. لأنه بنار يُستعلَن وستمتحن النار عمل كل واحد ما هو. إن بقي عمل أحد قد بناه عليه فسيأخذ أجرة» (1كو13:3،14). وأيضاً «لا تحكموا في شيء قبل الوقت حتى يأتي الرب الذي سينير خفايا الظلام ... وحينئذ يكون المدح لكل واحد من الله» (1كو5:4). وأيضاً «وكل من يجاهد يضبط نفسه في كل شيء. أما أولئك فلكي يأخذوا إكليلاً يفنى وأما نحن فإكليلاً لا يفنى» (1كو25:9). وأيضاً «مكثرين في عمل الرب كل حين عالمين أن تعبكم ليس باطلاً في الرب» (1كو58:15). وأيضاً «عالمين أن مهما عمل كل واحد من الخير فذلك يناله من الرب عبداً كان أم حراً» (أف7:6) وأيضاً «قد جاهدت الجهاد الحسن أكملت السعي حفظت الإيمان وأخيراً قد وُضع لي إكليل البر الذي يهبه لي في ذلك اليوم الرب الديان العادل وليس لي فقط بل لجميع الذين يحبون ظهوره أيضاً» (2تي7:4،8). وأيضاً «ومتى ظهر رئيس الرعاة تنالون إكليل المجد الذي لا يبلى» (1بط4:5). وأيضاً «كُن أميناً إلى الموت فسأعطيك إكليل الحياة» (رؤ10:2). وأيضاً «ها أنا أتي سريعاً تمسك بما عندك لئلا يأخذ أحد إكليلك» (رؤ3:11). وأيضاً «وها أنا أتي سريعاً وأجرتي معي لأجازي كل واحد كما يكون عمله» (رؤ12:22).

ويتضح من مراجعة الآيات المتقدمة أن وقوف المؤمنين أمام كرسي المسيح لنوال المكافآت والأكاليل سيكون عند ظهوره المشار إليه بكلمة «اليوم» أو «ذلك اليوم» وبناء عليه سيتم ذلك في السماء في نهاية السبع السنين قبيل ظهور المسيح بالمجد مع قديسيه.

3- عرس الخروف

بعد محاسبة المؤمنين أمام كرسي المسيح، يأتي وقت العُرس المكتوب عنه «لنفرح ونتهلل ونعطِه المجد لأن عُرس الخروف قد جاء وامرأته هيأت نفسها وأعطيت أن تلبس بَزاً نقياً بهياً لأن البَز هو تبررات القديسين» (رؤ7:19،8)، وتبررات القديسين هي أعمال البر التي صنعوها على الأرض، وستُفحص في نور كرسي المسيح، كما مرت الإشارة، وما يظهر أنه كان بعمل الروح القدس ولمجد الرب هو البز النقي البهي الذي يُعطي للعروس أن تلبسه. ولاشك أن هذا يحفزنا على أن نفتدي الوقت ونكثر في عمل الرب كل حين لأن الرب ليس بظالم حتى ينسى عملنا وتعب المحبة.

ووقت العُرس هو أسعد الأوقات. ولا يُقال عنه عُرس الكنيسة بل «عُرس الخروف»؛ حمل الله الوديع الذي تألم وسكب للموت نفسه «الذي أحب الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها ». سيجيء يوم عرسه، وسيعم الفرح جميع سكان السماء، ولكنه مستمد من فرحه هو، لأنه قد جاء الوقت الذي فيه يحضر الكنيسة لنفسه «كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن أو شيء من مثل ذلك بل تكون مقدسة وبلا عيب». (أف27:5).

وللتعبير عن مباهج ذلك العُرس يتكلم الوحي عن «عشاء عُرس الخروف»، وعن المدعوين إليه وهم مؤمنو العهد القديم الذين يصفهم المعمدان بأنهم أصدقاء العريس (يو29:3).

أما العروس فهي الكنيسة، جسد المسيح، التي بناها لنفسه ابتداء من يوم الخمسين بسكنى الروح القدس في كل فرد منها.

بعد هذه الأمور المجيدة التي ستحدث في السماء في السبع السنين التي تكون فيها الضيقة العظيمة على الأرض، تأتي:

4- تتمة القيامة الأولى

في مدة سبع سني الضيقة سينبه الرب روح الكثيرين من الشعب القديم، ويقودهم، بواسطة وقوع الضربات والويلات، للتوبة والإيمان بالمسيح والمناداة بكلمة الله والشهادة لمُلك المسيح. وسيستشهد بعضهم في النصف الأول من الأسبوع، وسبق أن رأينا عند فتح الختم الخامس نفوسهم تحت المذبح تصرخ طالبة الانتقام من مضطهديهم. وسيستشهد البعض الآخر في النصف الأخير من الأسبوع على يد الوحش، حيث يرفضون السجود له وقبول سمته على جباههم وأيديهم؛ وهؤلاء هم المشار إليهم في قول الرب للفريق الأول «حتى يكمل العبيد رفقاؤهم وإخوتهم أيضاً العتيدون أن يُقتلوا مثلهم» (رؤ11:6).

هذان الفريقان من شهداء الضيقة سيقامون في نهاية السبع سنين، ليلتحقوا بالمؤمنين السماويين المختطَفين، ويشتركوا معهم في المُلك على الأرض نظير مؤمني العهد القديم. وتُعتبر قيامتهم تتمة للقيامة الأولى، كما يُذكر ذلك صريحاً في رؤيا4:20-6 «ورأيت عروشاً فجلسوا عليها وأُعطوا حكماً (أي المؤمنين المختطَفين وفريقا شهداء الضيقة) ورأيت نفوس الذين قُتلوا من أجل شهادة يسوع ومن أجل كلمة الله (الفريق الأول من شهداء الضيقة) والذين لم يسجدوا للوحش ولا لصورته ولم يقبلوا السمة على جباههم وعلى أيديهم (الفريق الثاني من شهداء الضيقة) فعاشوا أي (قاموا) وملكوا (مع المؤمنين المختطفين) مع المسيح ألف سنة... مبارك ومقدس من له نصيب في القيامة الأولى (بشطريها: الأول عند مجيء المسيح لاختطاف المؤمنين، والثاني التتمة) هؤلاء ليس للموت الثاني سلطان عليهم بل سيكونون كهنة لله والمسيح وسيملكون معه (جميعهم من الشطرين) ألف سنة».

بعد ذلك يكون كل شيء قد تهيأ لظهور المسيح بالمجد وجميع القديسين معه.

آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص

حقوق النشر مفصلة في صفحة بيت الله الرئيسة

جميع الحقوق محفوظة © 1998-2005 لموقع بيت الله.كوم راجع اتفاقية استخدام الموقع.