صموئيل الثاني 9 ـ 16 |
2 صموئيل 9 1 وقال داود هل يوجد بعد احد قد بقي من بيت شاول فاصنع معه معروفا من اجل يوناثان. 2 وكان لبيت شاول عبد اسمه صيبا فاستدعوه الى داود وقال له الملك أأنت صيبا. فقال عبدك. 3 فقال الملك ألا يوجد بعد احد لبيت شاول فاصنع معه احسان الله. فقال صيبا للملك بعد ابن ليوناثان اعرج الرجلين. 4 فقال له الملك اين هو. فقال صيبا للملك هوذا هو في بيت ماكير بن عميئيل في لودبار. 5 فارسل الملك داود واخذه من بيت ماكير بن عميئيل من لودبار. 6 فجاء مفيبوشث بن يوناثان بن شاول الى داود وخرّ على وجهه وسجد. فقال داود يا مفيبوشث. فقال هانذا عبدك. 7 فقال له داود لا تخف. فاني لاعملنّ معك معروفا من اجل يوناثان ابيك وارد لك كل حقول شاول ابيك وانت تاكل خبزا على مائدتي دائما. 8 فسجد وقال من هو عبدك حتى تلتفت الى كلب ميت مثلي 9 ودعا الملك صيبا غلام شاول وقال له. كل ما كان لشاول ولكل بيته قد دفعته لابن سيدك. 10 فتشتغل له في الارض انت وبنوك وعبيدك وتستغل ليكون لابن سيدك خبز ليأكل. ومفيبوشث ابن سيدك يأكل دائما خبزا على مائدتي. وكان لصيبا خمسة عشر ابنا وعشرون عبدا. 11 فقال صبيا للملك حسب كل ما يامر به سيدي الملك عبده كذلك يصنع عبدك. فياكل مفيبوشث على مائدتي كواحد من بني الملك. 12 وكان لمفيبوشث ابن صغير اسمه ميخا. وكان جميع ساكني بيت صيبا عبيدا لمفيبوشث. 13 فسكن مفيبوشث في اورشليم لانه كان ياكل دائما على مائدة الملك. وكان اعرج من رجليه كلتيهما 2 صموئيل 10 1 وكان بعد ذلك ان ملك بني عمون مات وملك حانون ابنه عوضا عنه. 2 فقال داود اصنع معروفا مع حانون بن ناحاش كما صنع ابوه معي معروفا. فارسل داود بيد عبيده يعزيه عن ابيه. فجاء عبيد داود الى ارض بني عمون. 3 فقال رؤساء بني عمون لحانون سيدهم. هل يكرم داود اباك في عينيك حتى ارسل اليك معزّين. أليس لاجل فحص المدينة وتجسّسها وقلبها ارسل داود عبيده اليك. 4 فاخذ حانون عبيد داود وحلق انصاف لحاهم وقصّ ثيابهم من الوسط الى استاههم ثم اطلقهم. 5 ولما اخبروا داود ارسل للقائهم لان الرجال كانوا خجلين جدا. وقال الملك اقيموا في اريحا حتى تنبت لحاكم ثم ارجعوا 6 ولما رأى بنو عمون انهم قد انتنوا عند داود ارسل بنو عمون واستاجروا ارام بيت رحوب وارام صوبا عشرين الف راجل ومن ملك معكة الف رجل ورجال طوب اثني عشر الف رجل. 7 فلما سمع داود ارسل يوآب وكل جيش الجبابرة. 8 وخرج بنو عمون واصطفوا للحرب عند مدخل الباب وكان ارام صوبا ورحوب ورجال طوب ومعكة وحدهم في الحقل. 9 فلما رأى يوآب ان مقدمة الحرب كانت نحوه من قدام ومن وراء اختار من جميع منتخبي اسرائيل وصفهم للقاء ارام 10 وسلّم بقية الشعب ليد اخيه ابيشاي فصفهم للقاء بني عمون. 11 وقال ان قوي ارام عليّ تكون لي منجدا. وان قوي عليك بنو عمون اذهب لنجدتك. 12 تجلد ولنتشدد من اجل شعبنا ومن اجل مدن الهنا والرب يفعل ما يحسن في عينيه. 13 فتقدم يوآب والشعب الذين معه لمحاربة ارام فهربوا من امامه. 14 ولما رأى بنو عمون انه قد هرب ارام هربوا من امام ابيشاي ودخلوا المدينة. فرجع يوآب عن بني عمون وأتى الى اورشليم 15 ولما رأى ارام انهم قد انكسروا امام اسرائيل اجتمعوا معا. 16 وارسل هدر عزر فابرز ارام الذي في عبر النهر فأتوا الى حيلام وامامهم شوبك رئيس جيش هدر عزر. 17 ولما أخبر داود جمع كل اسرائيل وعبر الاردن وجاء الى حيلام فاصطف ارام للقاء داود وحاربوه. 18 وهرب ارام من امام اسرائيل وقتل داود من ارام سبع مئة مركبة واربعين الف فارس وضرب شوبك رئيس جيشه فمات هناك. 19 ولما رأى جميع الملوك عبيد هدر عزر انهم انكسروا امام اسرائيل صالحوا اسرائيل واستعبدوا لهم وخاف ارام ان ينجدوا بني عمون بعد 2 صموئيل 11 1 وكان عند تمام السنة في وقت خروج الملوك ان داود ارسل يوآب وعبيده معه وجميع اسرائيل فاخربوا بني عمون وحاصروا ربّة. واما داود فاقام في اورشليم. 2 وكان في وقت المساء ان داود قام عن سريره وتمشى على سطح بيت الملك فرأى من على السطح امرأة تستحمّ. وكانت المرأة جميلة المنظر جدا. 3 فارسل داود وسأل عن المرأة فقال واحد أليست هذه بثشبع بنت اليعام امرأة اوريا الحثّي. 4 فارسل داود رسلا واخذها فدخلت اليه فاضطجع معها وهي مطهّرة من طمثها. ثم رجعت الى بيتها. 5 وحبلت المرأة فارسلت واخبرت داود وقالت اني حبلى. 6 فارسل داود الى يوآب يقول ارسل اليّ اوريا الحثي. فارسل يوآب اوريا الى داود. 7 فأتى اوريا اليه فسأل داود عن سلامة يوآب وسلامة الشعب ونجاح الحرب. 8 وقال داود لاوريا انزل الى بيتك واغسل رجليك. فخرج اوريا من بيت الملك وخرجت وراءه حصة من عند الملك. 9 ونام اوريا على باب بيت الملك مع جميع عبيد سيده ولم ينزل الى بيته. 10 فاخبروا داود قائلين لم ينزل اوريا الى بيته. فقال داود لاوريا اما جئت من السفر. فلماذا لم تنزل الى بيتك. 11 فقال اوريا لداود ان التابوت واسرائيل ويهوذا ساكنون في الخيام وسيدي يوآب وعبيد سيدي نازلون على وجه الصحراء وانا آتي الى بيتي لآكل واشرب واضطجع مع امرأتي. وحياتك وحياة نفسك لا افعل هذا الامر. 12 فقال داود لاوريا اقم هنا اليوم ايضا وغدا اطلقك. فاقام اوريا في اورشليم ذلك اليوم وغده. 13 ودعاه داود فاكل امامه وشرب واسكره. وخرج عند المساء ليضطجع في مضجعه مع عبيد سيده والى بيته لم ينزل 14 وفي الصباح كتب داود مكتوبا الى يوآب وارسله بيد اوريا. 15 وكتب في المكتوب يقول. اجعلوا اوريا في وجه الحرب الشديدة وارجعوا من ورائه فيضرب ويموت. 16 وكان في محاصرة يوآب المدينة انه جعل اوريا في الموضع الذي علم ان رجال البأس فيه. 17 فخرج رجال المدينة وحاربوا يوآب فسقط بعض الشعب من عبيد داود ومات اوريا الحثّي ايضا. 18 فارسل يوآب واخبر داود بجميع امور الحرب. 19 واوصى الرسول قائلا عندما تفرغ من الكلام مع الملك عن جميع امور الحرب 20 فان اشتعل غضب الملك وقال لك لماذا دنوتم من المدينة للقتال. اما علمتم انهم يرمون من على السور. 21 من قتل ابيمالك بن يربوشث. ألم ترمه امرأة بقطعة رحى من على السور فمات في تاباص. لماذا دنوتم من السور. فقل قد مات عبدك اوريا الحثي ايضا 22 فذهب الرسول ودخل واخبر داود بكل ما ارسله فيه يوآب. 23 وقال الرسول لداود قد تجبر علينا القوم وخرجوا الينا الى الحقل فكنا عليهم الى مدخل الباب. 24 فرمى الرماة عبيدك من على السور فمات البعض من عبيد الملك ومات عبدك اوريا الحثي ايضا. 25 فقال داود للرسول هكذا تقول ليوآب. لا يسوء في عينيك هذا الامر لان السيف ياكل هذا وذاك. شدد قتالك على المدينة واخربها. وشدّده 26 فلما سمعت امرأة اوريا انه قد مات اوريا رجلها ندبت بعلها. 27 ولما مضت المناحة ارسل داود وضمها الى بيته وصارت له امرأة وولدت له ابنا. واما الامر الذي فعله داود فقبح في عيني الرب 2 صموئيل 12 1 فارسل الرب ناثان الى داود. فجاء اليه وقال له. كان رجلان في مدينة واحدة واحد منهما غني والآخر فقير. 2 وكان للغني غنم وبقر كثيرة جدا. 3 واما الفقير فلم يكن له شيء الا نعجة واحدة صغيرة قد اقتناها وربّاها وكبرت معه ومع بنيه جميعا. تاكل من لقمته وتشرب من كاسه وتنام في حضنه وكانت له كابنة. 4 فجاء ضيف الى الرجل الغني فعفا ان ياخذ من غنمه ومن بقره ليهيّئ للضيف الذي جاء اليه فاخذ نعجة الرجل الفقير وهيّأ للرجل الذي جاء اليه. 5 فحمي غضب داود على الرجل جدا وقال لناثان حيّ هو الرب انه يقتل الرجل الفاعل ذلك 6 ويرد النعجة اربعة اضعاف لانه فعل هذا الامر ولانه لم يشفق 7 فقال ناثان لداود انت هو الرجل. هكذا قال الرب اله اسرائيل. انا مسحتك ملكا على اسرائيل وانقذتك من يد شاول 8 واعطيتك بيت سيدك ونساء سيدك في حضنك واعطيتك بيت اسرائيل ويهوذا وان كان ذلك قليلا كنت ازيد لك كذا وكذا. 9 لماذا احتقرت كلام الرب لتعمل الشر في عينيه. قد قتلت اوريا الحثّي بالسيف واخذت امرأته لك امرأة واياه قتلت بسيف بني عمون. 10 والآن لا يفارق السيف بيتك الى الابد لانك احتقرتني واخذت امرأة اوريا الحثّي لتكون لك امرأة. 11 هكذا قال الرب هانذا اقيم عليك الشر من بيتك وآخذ نساءك امام عينيك واعطيهنّ لقريبك فيضطجع مع نسائك في عين هذه الشمس. 12 لانك انت فعلت بالسرّ وانا افعل هذا الأمر قدام جميع اسرائيل وقدام الشمس. 13 فقال داود لناثان قد اخطأت الى الرب. فقال ناثان لداود. الرب ايضا قد نقل عنك خطيتك. لا تموت. 14 غير انه من اجل انك قد جعلت بهذا الامر اعداء الرب يشمتون فالابن المولود لك يموت. 15 وذهب ناثان الى بيته وضرب الرب الولد الذي ولدته امرأة اوريا لداود فثقل. 16 فسأل داود الله من اجل الصبي وصام داود صوما ودخل وبات مضطجعا على الارض. 17 فقام شيوخ بيته عليه ليقيموه عن الارض فلم يشأ ولم ياكل معهم خبزا. 18 وكان في اليوم السابع ان الولد مات فخاف عبيد داود ان يخبروه بان الولد قد مات لانهم قالوا هوذا لما كان الولد حيّا كلمناه فلم يسمع لصوتنا. فكيف نقول له قد مات الولد. يعمل اشرّ. 19 ورأى داود عبيده يتناجون ففطن داود ان الولد قد مات. فقال داود لعبيده هل مات الولد. فقالوا مات. 20 فقام داود عن الارض واغتسل وادّهن وبدل ثيابه ودخل بيت الرب وسجد ثم جاء الى بيته وطلب فوضعوا له خبزا فأكل. 21 فقال له عبيده ما هذا الأمر الذي فعلت. لما كان الولد حيّا صمت وبكيت ولما مات الولد قمت واكلت خبزا. 22 فقال لما كان الولد حيّا صمت وبكيت لاني قلت من يعلم ربما يرحمني الرب ويحيا الولد. 23 والآن قد مات فلماذا اصوم. هل اقدر ان ارده بعد. انا ذاهب اليه واما هو فلا يرجع اليّ 24 وعزّى داود بثشبع امرأته ودخل اليها واضطجع معها فولدت ابنا فدعا اسمه سليمان والرب احبه 25 وارسل بيد ناثان النبي ودعا اسمه يديديّا من اجل الرب 26 وحارب يوآب ربّة بني عمون واخذ مدينة المملكة. 27 وارسل يوآب رسلا الى داود يقول قد حاربت ربّة واخذت ايضا مدينة المياه. 28 فالآن اجمع بقية الشعب وانزل على المدينة وخذها لئلا آخذ انا المدينة فيدعى باسمي عليها. 29 فجمع داود كل الشعب وذهب الى ربّة وحاربها واخذها. 30 واخذ تاج ملكهم عن راسه ووزنه وزنة من الذهب مع حجر كريم وكان على راس داود. واخرج غنيمة المدينة كثيرة جدا. 31 واخرج الشعب الذي فيها ووضعهم تحت مناشير ونوارج حديد وفؤوس حديد وامرّهم في اتون الآجرّ وهكذا صنع بجميع مدن بني عمون. ثم رجع داود وجميع الشعب الى اورشليم 2 صموئيل 13 1 وجرى بعد ذلك انه كان لابشالوم بن داود اخت جميلة اسمها ثامار فاحبها امنون بن داود. 2 وأحصر امنون للسقم من اجل ثامار اخته لانها كانت عذراء وعسر في عيني امنون ان يفعل لها شيئا. 3 وكان لامنون صاحب اسمه يوناداب بن شمعى اخي داود. وكان يوناداب رجلا حكيما جدا. 4 فقال له لماذا يا ابن الملك انت ضعيف هكذا من صباح الى صباح. أما تخبرني. فقال له امنون اني احب ثامار اخت ابشالوم اخي. 5 فقال يوناداب اضطجع على سريرك وتمارض. واذا جاء ابوك ليراك فقل له دع ثامار اختي فتأتي وتطعمني خبزا وتعمل امامي الطعام لارى فأكل من يدها. 6 فاضطجع امنون وتمارض فجاء الملك ليراه. فقال امنون للملك دع ثامار اختي فتأتي وتصنع امامي كعكتين فآكل من يدها. 7 فارسل داود الى ثامار الى البيت قائلا اذهبي الى بيت امنون اخيك واعملي له طعاما. 8 فذهبت ثامار الى بيت امنون اخيها وهو مضطجع. واخذت العجين وعجنت وعملت كعكا امامه وخبزت الكعك 9 واخذت المقلاة وسكبت امامه فابى ان ياكل. وقال امنون اخرجوا كل انسان عني. فخرج كل انسان عنه. 10 ثم قال امنون لثامار ايتي بالطعام الى المخدع فآكل من يدك. فاخذت ثامار الكعك الذي عملته وأتت به امنون اخاها الى المخدع. 11 وقدمت له لياكل فامسكهاوقال لها تعالي اضطجعي معي يا اختي. 12 فقالت له لا يا اخي لا تذلني لانه لا يفعل هكذا في اسرائيل. لا تعمل هذه القباحة. 13 اما انا فاين اذهب بعاري واما انت فتكون كواحد من السفهاء في اسرائيل. والآن كلم الملك لانه لا يمنعني منك. 14 فلم يشأ ان يسمع لصوتها بل تمكن منها وقهرها واضطجع معها. 15 ثم ابغضها امنون بغضة شديدة جدا حتى ان البغضة التي ابغضها اياها كانت اشد من المحبة التي احبها اياها. وقال لها امنون قومي انطلقي. 16 فقالت له لا سبب. هذا الشر بطردك اياي هو اعظم من الآخر الذي عملته بي. فلم يشأ ان يسمع لها 17 بل دعا غلامه الذي كان يخدمه وقال اطرد هذه عني خارجا واقفل الباب وراءها. 18 وكان عليها ثوب ملون لان بنات الملك العذارى كنّ يلبسن جبّات مثل هذه. فاخرجها خادمه الى الخارج واقفل الباب وراءها. 19 فجعلت ثامار رمادا على راسها ومزقت الثوب الملون الذي عليها ووضعت يدها على راسها وكانت تذهب صارخة. 20 فقال لها ابشالوم اخوها هل كان امنون اخوك معك. فالآن يا اختي اسكتي. اخوك هو. لا تضعي قلبك على هذا الامر. فاقامت ثامار مستوحشة في بيت ابشالوم اخيها. 21 ولما سمع الملك داود بجميع هذه الامور اغتاظ جدا. 22 ولم يكلم ابشالوم امنون بشر ولا بخير لان ابشالوم ابغض امنون من اجل انه اذل ثامار اخته 23 وكان بعد سنتين من الزمان انه كان لابشالوم جزّازون في بعل حاصور التي عند افرايم. فدعا ابشالوم جميع بني الملك. 24 وجاء ابشالوم الى الملك وقال هوذا لعبدك جزّازون. فليذهب الملك وعبيده مع عبدك. 25 فقال الملك لابشالوم لا يا ابني. لا نذهب كلنا لئلا نثقل عليك. فالحّ عليه. فلم يشأ ان يذهب بل باركه. 26 فقال ابشالوم اذا دع اخي امنون يذهب معنا. فقال الملك لماذا يذهب معك. 27 فالحّ عليه ابشالوم فارسل معه امنون وجميع بني الملك 28 فاوصى ابشالوم غلمانه قائلا انظروا. متى طاب قلب امنون بالخمر وقلت لكم اضربوا امنون فاقتلوه. لا تخافوا. أليس اني انا أمرتكم. فتشددوا وكونوا ذوي بأس. 29 ففعل غلمان ابشالوم بامنون كما امر ابشالوم. فقام جميع بني الملك وركبوا كل واحد على بغله وهربوا. 30 وفيما هم في الطريق وصل الخبر الى داود وقيل له قد قتل ابشالوم جميع بني الملك ولم يتبق منهم احد. 31 فقام الملك ومزق ثيابه واضطجع على الارض وجميع عبيده واقفون وثيابهم ممزقة. 32 فاجاب يوناداب بن شمعى اخي داود وقال لا يظن سيدي انهم قتلوا جميع الفتيان بني الملك. انما امنون وحده مات لان ذلك قد وضع عند ابشالوم منذ يوم اذل ثامار اخته. 33 والآن لا يضعن سيدي الملك في قلبه شيئا قائلا ان جميع بني الملك قد ماتوا. انما امنون وحده مات. 34 وهرب ابشالوم. ورفع الغلام الرقيب طرفه ونظر واذا بشعب كثير يسيرون على الطريق وراءه بجانب الجبل. 35 فقال يوناداب للملك هوذا بنو الملك قد جاءوا. كما قال عبدك كذلك صار. 36 ولما فرغ من الكلام اذا ببني الملك قد جاءوا ورفعوا اصواتهم وبكوا وكذلك بكى الملك وعبيده بكاء عظيما جدا. 37 فهرب ابشالوم وذهب الى تلماي بن عميهود ملك جشور. وناح داود على ابنه الايام كلها. 38 وهرب ابشالوم وذهب الى جشور وكان هناك ثلاث سنين. 39 وكان داود يتوق الى الخروج الى ابشالوم لانه تعزّى عن امنون حيث انه مات 2 صموئيل 14 1 وعلم يوآب ابن صروية ان قلب الملك على ابشالوم. 2 فارسل يوآب الى تقوع واخذ من هناك امرأة حكيمة. وقال لها تظاهري بالحزن والبسي ثياب الحزن ولا تدّهني بزيت بل كوني كامرأة لها ايام كثيرة وهي تنوح على ميت. 3 وادخلي الى الملك وكلميه بهذا الكلام. وجعل يوآب الكلام في فمها 4 وكلمت المرأة التقوعية الملك وخرّت على وجهها الى الارض وسجدت وقالت اعن ايها الملك. 5 فقال لها الملك ما بالك. فقالت اني امرأة ارملة. قد مات رجلي. 6 ولجاريتك ابنان فتخاصما في الحقل وليس من يفصل بينهما فضرب احدهما الآخر وقتله. 7 وهوذا العشيرة كلها قد قامت على جاريتك وقالوا سلمي ضارب اخيه لنقتله بنفس اخيه الذي قتله فنهلك الوارث ايضا. فيطفئون جمرتي التي بقيت ولا يتركون لرجلي اسما ولا بقية على وجه الارض. 8 فقال الملك للمرأة اذهبي الى بيتك وانا اوصي فيك. 9 فقالت المرأة التقوعية للملك عليّ الاثم يا سيدي الملك وعلى بيت ابي والملك وكرسيه نقيان. 10 فقال الملك اذا كلمك احد فأتي به اليّ فلا يعود يمسك بعد. 11 فقالت اذكر ايها الملك الرب الهك حتى لا يكثر ولي الدم القتل لئلا يهلكوا ابني. فقال حيّ هو الرب انه لا تسقط شعرة من شعر ابنك الى الارض. 12 فقالت المرأة لتتكلم جاريتك كلمة الى سيدي الملك. فقال تكلمي. 13 فقالت المرأة ولماذا افتكرت بمثل هذا الامر على شعب الله. ويتكلم الملك بهذا الكلام كمذنب بما ان الملك لا يرد منفيه. 14 لانه لا بد ان نموت ونكون كالماء المهراق على الارض الذي لا يجمع ايضا. ولا ينزع الله نفسا بل يفكر افكارا حتى لا يطرد عنه منفيّه. 15 والآن حيث اني جئت لاكلم الملك سيدي بهذا الأمر لان الشعب اخافني فقالت جاريتك اكلم الملك لعل الملك يفعل كقول امته. 16 لان الملك يسمع لينقذ امته من يد الرجل الذي يريد ان يهلكني انا وابني معا من نصيب الله. 17 فقالت جاريتك ليكن كلام سيدي الملك عزاء لانه سيدي الملك انما هو كملاك الله لفهم الخير والشر والرب الهك يكون معك 18 فاجاب الملك وقال للمرأة لا تكتمي عني امرا اسألك عنه. فقالت المرأة ليتكلم سيدي الملك. 19 فقال الملك هل يد يوآب معك في هذا كله. فاجابت المرأة وقالت حيّة هي نفسك يا سيدي الملك لا يحاد يمينا او يسارا عن كل ما تكلم به سيدي الملك. لان عبدك يوآب هو اوصاني وهو وضع في فم جاريتك كل هذا الكلام. 20 لاجل تحويل وجه الكلام فعل عبدك يوآب هذا الامر وسيدي حكيم كحكمة ملاك الله ليعلم كل ما في الارض 21 فقال الملك ليوآب هانذا قد فعلت هذا الامر فاذهب رد الفتى ابشالوم. 22 فسقط يوآب على وجهه الى الارض وسجد وبارك الملك وقال يوآب اليوم علم عبدك اني قد وجدت نعمة في عينيك يا سيدي الملك اذ فعل الملك قول عبده. 23 ثم قام يوآب وذهب الى جشور وأتى بابشالوم الى اورشليم. 24 فقال الملك لينصرف الى بيته ولا ير وجهي. فانصرف ابشالوم الى بيته ولم ير وجه الملك 25 ولم يكن في كل اسرائيل رجل جميل وممدوح جدا كابشالوم من باطن قدمه حتى هامته لم يكن فيه عيب. 26 وعند حلقه راسه اذ كان يحلقه في آخر كل سنة لانه كان يثقل عليه فيحلقه كان يزن شعر راسه مئتي شاقل بوزن الملك. 27 وولد لابشالوم ثلاثة بنين وبنت واحدة اسمها ثامار وكانت امرأة جميلة المنظر 28 واقام ابشالوم في اورشليم سنتين ولم ير وجه الملك. 29 فارسل ابشالوم الى يوآب ليرسله الى الملك فلم يشأ ان يأتي اليه. ثم ارسل ايضا ثانية فلم يشأ ان يأتي. 30 فقال لعبيده انظروا. حقلة يوآب بجانبي وله هناك شعير. اذهبوا واحرقوه بالنار. فاحرق عبيد ابشالوم الحقلة بالنار. 31 فقام يوآب وجاء الى ابشالوم الى البيت وقال له لماذا احرق عبيدك حقلتي بالنار. 32 فقال ابشالوم ليوآب هانذا قد ارسلت اليك قائلا تعال الى هنا فارسلك الى الملك تقول لماذا جئت من جشور. خير لي لو كنت باقيا هناك. فالآن اني ارى وجه الملك وان وجد فيّ اثم فليقتلني. 33 فجاء يوآب الى الملك واخبره. ودعا ابشالوم فأتى الى الملك وسجد على وجهه الى الارض قدام الملك فقبّل الملك ابشالوم 2 صموئيل 15 1 وكان بعد ذلك ان ابشالوم اتخذ مركبة وخيلا وخمسين رجلا يجرون قدامه. 2 وكان ابشالوم يبكر ويقف بجانب طريق الباب وكل صاحب دعوى آت الى الملك لاجل الحكم كان ابشالوم يدعوه اليه ويقول من اية مدينة انت فيقول من احد اسباط اسرائيل عبدك. 3 فيقول ابشالوم له. انظر امورك صالحة ومستقيمة ولكن ليس من يسمع لك من قبل الملك. 4 ثم يقول ابشالوم من يجعلني قاضيا في الارض فيأتي اليّ كل انسان له خصومة ودعوى فانصفه. 5 وكان اذا تقدم احد ليسجد له يمد يده ويمسكه ويقبله. 6 وكان ابشالوم يفعل مثل هذا الامر لجميع اسرائيل الذين كانوا يأتون لاجل الحكم الى الملك فاسترق ابشالوم قلوب رجال اسرائيل 7 وفي نهاية اربعين سنة قال ابشالوم للملك دعني فاذهب واوفي نذري الذي نذرته للرب في حبرون. 8 لان عبدك نذر نذرا عند سكناي في جشور في ارام قائلا ان ارجعني الرب الى اورشليم فاني اعبد الرب. 9 فقال له الملك اذهب بسلام. فقام وذهب الى حبرون 10 وارسل ابشالوم جواسيس في جميع اسباط اسرائيل قائلا اذا سمعتم صوت البوق فقولوا قد ملك ابشالوم في حبرون. 11 وانطلق مع ابشالوم مئتا رجل من اورشليم قد دعوا وذهبوا ببساطة ولم يكونوا يعلمون شيئا. 12 وارسل ابشالوم الى اخيتوفل الجيلوني مشير داود من مدينته جيلوه اذ كان يذبح ذبائح. وكانت الفتنة شديدة وكان الشعب لا يزال يتزايد مع ابشالوم. 13 فأتى مخبر الى داود قائلا ان قلوب رجال اسرائيل صارت وراء ابشالوم. 14 فقال داود لجميع عبيده الذين معه في اورشليم قوموا بنا نهرب لانه ليس لنا نجاة من وجه ابشالوم. اسرعوا للذهاب لئلا يبادر ويدركنا وينزل بنا الشر ويضرب المدينة بحد السيف. 15 فقال عبيد الملك للملك حسب كل ما يختاره سيدنا الملك نحن عبيده. 16 فخرج الملك وجميع بيته وراءه. وترك الملك عشر نساء سراري لحفظ البيت. 17 وخرج الملك وكل الشعب في اثره ووقفوا عند البيت الابعد. 18 وجميع عبيده كانوا يعبرون بين يديه مع جميع الجلادين والسعاة وجميع الجتّيين ست مئة رجل اتوا وراءه من جتّ وكانوا يعبرون بين يدي الملك. 19 فقال الملك لإتّاي الجتّي لماذا تذهب انت ايضا معنا. ارجع واقم مع الملك لانك غريب ومنفي ايضا من وطنك. 20 امسا جئت واليوم اتيهك بالذهاب معنا وانا انطلق الى حيث انطلق. ارجع ورجع اخوتك. الرحمة والحق معك. 21 فاجاب اتّاي الملك وقال حيّ هو الرب وحي سيدي الملك انه حيثما كان سيدي الملك ان كان للموت او للحياة فهناك يكون عبدك ايضا. 22 فقال داود لإتّاي اذهب واعبر. فعبر اتّاي الجتّي وجميع رجاله وجميع الاطفال الذين معه. 23 وكانت جميع الارض تبكي بصوت عظيم وجميع الشعب يعبرون وعبر الملك في وادي قدرون وعبر جميع الشعب نحو طريق البرية. 24 واذا بصادوق ايضا وجميع اللاويين معه يحملون تابوت عهد الله. فوضعوا تابوت الله وصعد ابياثار حتى انتهى جميع الشعب من العبور من المدينة. 25 فقال الملك لصادوق ارجع تابوت الله الى المدينة فان وجدت نعمة في عيني الرب فانه يرجعني ويريني اياه ومسكنه. 26 وان قال هكذا اني لم اسرّ بك فهانذا فليفعل بي حسبما يحسن في عينيه. 27 ثم قال الملك لصادوق الكاهن أأنت راء. فارجع الى المدينة بسلام انت واخميعص ابنك ويوناثان بن ابياثار. ابناكما كلاهما معكما. 28 انظروا. اني اتوانى في سهول البرية حتى تأتي كلمة منكم لتخبيري. 29 فارجع صادوق وابياثار تابوت الله الى اورشليم واقاما هناك 30 واما داود فصعد في مصعد جبل الزيتون كان يصعد باكيا وراسه مغطى ويمشي حافيا وجميع الشعب الذين معه غطوا كل واحد راسه وكانوا يصعدون وهم يبكون. 31 وأخبر داود وقيل له ان اخيتوفل بين الفاتنين مع ابشالوم. فقال داود حمق يا رب مشورة اخيتوفل. 32 ولما وصل داود الى القمة حيث سجد للّه اذا بحوشاي الاركي قد لقيه ممزق الثوب والتراب على راسه. 33 فقال له داود اذا عبرت معي تكون عليّ حملا. 34 ولكن اذا رجعت الى المدينة وقلت لابشالوم انا اكون عبدك ايها الملك. انا عبد ابيك منذ زمان والآن انا عبدك. فانك تبطل لي مشورة اخيتوفل. 35 أليس معك هناك صادوق وابياثار الكاهنان. فكل ما تسمعه من بيت الملك فاخبر به صادوق وابياثار الكاهنين. 36 هوذا هناك معهما ابناهما اخيمعص لصادوق ويوناثان لابياثار. فترسلون على ايديهما اليّ كل كلمة تسمعونها. 37 فأتى حوشاي صاحب داود الى المدينة وابشالوم يدخل اورشليم 2 صموئيل 16 1 ولما عبر داود قليلا عن القمة اذا بصيبا غلام مفيبوشث قد لقيه بحمارين مشدودين عليهما مئتا رغيف خبز ومئة عنقود زبيب ومئة قرص تين وزق خمر. 2 فقال الملك لصيبا ما لك وهذه. فقال صيبا الحماران لبيت الملك للركوب والخبز والتين للغلمان ليأكلوا والخمر ليشربه من اعيا في البرية. 3 فقال الملك واين ابن سيدك. فقال صيبا للملك هوذا هو مقيم في اورشليم لانه قال اليوم يرد لي بيت اسرائيل مملكة ابي. 4 فقال الملك لصيبا هوذا لك كل ما لمفيبوشث. فقال صيبا سجدت. ليتني اجد نعمة في عينيك يا سيدي الملك 5 ولما جاء الملك داود الى بحوريم اذا برجل خارج من هناك من عشيرة بيت شاول اسمه شمعي بن جيرا. يسب وهو يخرج 6 ويرشق بالحجارة داود وجميع عبيد الملك داود وجميع الشعب وجميع الجبابرة عن يمينه وعن يساره. 7 وهكذا كان شمعي يقول في سبه اخرج اخرج يا رجل الدماء ورجل بليعال. 8 قد رد الرب عليك كل دماء بيت شاول الذي ملكت عوضا عنه وقد دفع الرب المملكة ليد ابشالوم ابنك وها انت واقع بشرّك لانك رجل دماء. 9 فقال ابيشاي ابن صروية للملك لماذا يسب هذا الكلب الميت سيدي الملك. دعني اعبر فاقطع راسه. 10 فقال الملك ما لي ولكم يا بني صروية. دعوه يسب لان الرب قال له سبّ داود ومن يقول لماذا تفعل هكذا. 11 وقال داود لابيشاي ولجميع عبيده هوذا ابني الذي خرج من احشائي يطلب نفسي فكم بالحري الآن بنياميني. دعوه يسب لان الرب قال له. 12 لعل الرب ينظر الى مذلتي ويكافئني الرب خيرا عوض مسبته بهذا اليوم. 13 واذ كان داود ورجاله يسيرون في الطريق كان شمعي يسير في جانب الجبل مقابله ويسب وهو سائر ويرشق بالحجارة مقابله ويذري التراب. 14 وجاء الملك وكل الشعب الذين معه وقد اعيوا فاستراحوا هناك 15 واما ابشالوم وجميع الشعب رجال اسرائيل فاتوا الى اورشليم واخيتوفل معهم. 16 ولما جاء حوشاي الاركي صاحب داود الى ابشالوم قال حوشاي لابشالوم ليحي الملك ليحي الملك. 17 فقال ابشالوم لحوشاي أهذا معروفك مع صاحبك. لماذا لم تذهب مع صاحبك. 18 فقال حوشاي لابشالوم كلا ولكن الذي اختاره الرب وهذا الشعب وكل رجال اسرائيل فله اكون ومعه اقيم. 19 وثانيا من اخدم. أليس بين يدي ابنه. كما خدمت بين يدي ابيك كذلك اكون بين يديك 20 وقال ابشالوم لاخيتوفل اعطوا مشورة ماذا نفعل. 21 فقال اخيتوفل لابشالوم ادخل الى سراري ابيك اللواتي تركهنّ لحفظ البيت فيسمع كل اسرائيل انك قد صرت مكروها من ابيك فتتشدد ايدي جميع الذين معك. 22 فنصبوا لابشالوم الخيمة على السطح ودخل ابشالوم الى سراري ابيه امام جميع اسرائيل. 23 وكانت مشورة اخيتوفل التي كان يشير بها في تلك الايام كمن يسأل بكلام الله. هكذا كل مشورة اخيتوفل على داود وعلى ابشالوم جميعا |
---|